في المعسكر المقابل طلحةُ والزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما؛ وكلاهما مُبشَّر بالجنة، وكان لكل جانب دليل يُغلّبه.
«ولحظةَ أنْ قامت المعركة جاء وَجْه علي كرَّم الله وجهه في وَجْه الزبير؛ فيقول علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: تذكر قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأنتما تمرَّان عليَّ، سلَّم النبي وقلْتَ أنت: لا يفارق ابنَ أبي طالب زَهْوُه، فنظر إليك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقال لك:» إنك تقاتل علياً وأنتَ ظالم له «. فرمى الزبير بالسلاح، وانتهى من الحرب.
ودخل طلحة بن عبيد الله على عليٍّ كرم الله وجهه؛ فقال عليٌّ رضوان الله عليه: يجعل لي الله ولأبيك في هذه الآية نصيباً» فقال أحد الجالسين: إن الله أعدل من أنْ يجمعَ بينك وبين طلحة في الجنة. فقال عليٌّ: وفيما نزل إذنْ قوله الحق:
وكلمة «نزعنا» تدل على أن تغلغل العمليات الحِقْدية في النفوس يكون عميقاً، وأن خَلْعها في اليوم الآخر يكون خَلْعاً من الجذور، وينظر المؤمن إلى المؤمن مثله؛ والذي عاداه في الدنيا نظرتُه إلى مُحسِن له؛ لأنه بالعداوة والمنافسة جعله يخاف أن يقع عَيْب منه.