مواد، وإنْ وُجِد خلاق من البشر؛ فهو وحده سبحانه الذي يهب إنساناً ما أفكاراً لينفذها، ثم يأتي مَنْ هو أذكى منه لِيُطوِّرها.
ولذلك قال الحق سبحانه:{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}[يوسف: ٧٦] .
وهكذا رأينا كل المخترعات البشرية تتطوَّر؛ والمثَل على ذلك هو آلة الحياكة التي صارت تعمل الآن آلياً بعد أن كانت المرأة تجلس عليها لِتكدَّ في ضَبْطها، وكذلك غسَّالة الملابس، وغسالة الأطباق والسيارات والطائرات.
ونلحظ أن كل ما خلقه الله يمكن أن يُستفاد من عادمه مثل رَوَث البهائم؛ الذي يُستخدم كسماد، أما عادم السيارات مثلاً فهو يُلوِّث الجو. وشاشة التلفزيون تُصدِر من الإشعاعات مَا يضر العين، وتَمَّ بحْثُ ذلك لتلافي الآثار الجانبية في مثل تلك الأدوات التي يسهل الإنسان بها حياتها.
أما ما يخلقه الله فلا توجد له آثار جانبية؛ فسبحانه ليس صاحب عِلْم مُكْتسب أو ممنوح؛ بل العلم صفة ذاتية فيه.
ويقول سبحانه من بعد ذلك:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً ... } .