ونضرب لذلك مثلاً ولله المثل الأعلى فنحن نرى مثل هذه الأوامر في عالم البشر عندما يأتي المعلّم أو المدرب الذي يُدرِّب الجنود نراه يعلِّم ويُدرِّب أولاً، ثم إذا ما أراد تطبيق هذه الأوامر فإنه يقف أمام الجنود جميعاً وبكلمة واحدة يقولها يمتثل الجميع، ويقفون على الهيئة المطلوبة، هل أمسك المدرب بكل جندي وأوقفه كما يريد؟! لا. . بل بكلمة واحدة تَمَّ له ما يريد.
وكأن انضباط المأمور وطاعته للأمر هو الأصل، كذلك كل الجزئيات في الكون منضبطة لأمره سبحانه وتعالى. . هي كلمة واحدة بها يتم كل شيء. . فليس في الأمر مُعَالجة، لأن المعالجة أنْ يُباشر الفاعل بجزئيات قدرته جزئيات الكائن، وليس البعث هكذا. . بل بالأمر الانضباطي: كن.
ولذلك يقول تعالى:
{ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ}[النحل: ٣٨] .
نقول: الحمد لله أن هناك قليلاً من الناس يعلمون أمر البعث ويؤمنون به.
ثم يقول الحق سبحانه:{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الذي ... } .