ويقول جل جلاله:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ على مَن تَنَزَّلُ الشياطين تَنَزَّلُ على كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}[الشعراء: ٢٢١ - ٢٢٢]
ومن عظمة علم الله تبارك وتعالى أنه يعلم المؤمن ويعلم الكافر. . دون أن يكون جل جلاله تدخل في اختيارهم. . فعندما بعث الله سبحانه وتعالى نوحا عليه السلام. . ودعا نوح إلى منهج الله تسعمائة وخمسين عاما. وقبل أن يأتي الطوفان علم الله سبحانه وتعالى أنه لن يؤمن بنوح عليه السلام إلا من آمن فعلا. . فطلب الله تبارك وتعالى من نوح أن يبني السفينة لينجو المؤمنون من الطوفان. . واقرأ قوله جل جلاله:{وَأُوحِيَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ واصنع الفلك بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الذين ظلموا إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ}[هود: ٣٦ - ٣٧]
وهكذا نرى أنه من عظمة علم الله سبحانه وتعالى. . أنه يعلم من سيصر على الكفر وأنه سيموت كافرا. . وإذا كانت هذه هي الحقيقة فلماذا يطلب الله تبارك وتعالى من رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أن يبلغهم بالمنهج وبالقرآن؟ . . ليكونوا شهداء على أنفسهم يوم القيامة. . فلا يأتي هؤلاء الناس يوم المشهد العظيم ويجادلون بالباطل. . أنه لو بلغهم الهدى ودعاهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لآمنوا. . ولكن لماذا يختم الله جل جلاله على قلوبهم؟ . . لأن القلب هو مكان العقائد. . ولذلك فإن القضية تناقش في العقل فإذا انتهت مناقشتها واقتنع بها الإنسان تماماً فإنها تستقر في القلب ولا تعود إلى الذهن مرة أخرى وتصبح عقيدة وإيمانا. . والحق سبحانه وتعالى يقول:{فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور}[الحج: ٤٦]