للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا أول نَقْد لعبادة غير الله من شمس أو قمر أو صنم أو شجر.

وكذلك. . ماذا تعطي الأصنام أو غيرها من معبوداتكم لمن عبدها، وماذا أعدَّتْ لهم من ثواب؟ {وبماذا تعاقب مَنْ كفر بها؟ . . إذن: فهو إله بلا منهج.

والتديّن غريزة في النفس يلجأ إليها الإنسان في وقت ضعفه وحاجته. . والله سبحانه هو الذي يحب أن نلجأ إليه وندعو ونطلب منه قضاء الحاجات. . وله منهج يقتضي مطلوبات تدكُّ السيادة والطغيان في النفوس ويقتضي تكليفات شاقة على النفس.

إذن: لجأ الكفار إلى عبادة الأصنام والأوثان لأنها آلهة بلا تكليف، ومعبودات بلا مطلوبات.

ما أسهل أن يتمحّك إنسان في إله ويقول: أنا أعبده دون أن يأمر بشيء أو ينهى عن شيء} ما أسهل أن يُرضي في نفسه غريزة التدين بعبادة مثل هذا الإله.

لكن يجب ألاّ تنسوا أن هذا الإله الذي ليس له تكليف لن تستطيعوا أنْ تطلبوا منه شيئاً، أو تلجأوا إليه في شدة. . فهذا غير معقول فكما أنهم لا يطلبوا منكم شيئاً، كذلك لا يملكون لكم نَفْعاً ولا ضراً.

لذلك وجدنا الذين يدَّعُون النبوة. . هؤلاء الكذابون يُيسِّرون على الناس سُبُل العبادة، ويُبيحون لهم ما حرَّمه الدين مثل اختلاط الرجال والنساء وغيره؛ ذلك لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الأتباع.

<<  <  ج: ص:  >  >>