للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية لأنها جمعتْ كل الفضائل التي يمكن أن تكون في القرآن الكريم.

«ولذلك سيدنا عثمان بن مظعون كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب له أن يُسلِم، وكان يعرض عليه الإسلام دائماً، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لا يحب عَرْض الإسلام على أحد إلا إذا كان يرى فيه مخايل وشِيَماً تحسن في الإسلام.

وكأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضَنَّ بهذه المخايل أن تكون في غير مسلم، لذلك كان حريصاً على إسلامه وكثيراً ما يعرضه عليه، إلا أن سيدنا عثمان بن مظعون تريَّث في الأمر، إلى أن جلس مع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في مجلس، فرآه رفع بصره إلى السماء ثم تنبه، فقال له ابن مظعون: ما حدث يا رسول الله؟ فقال: إن جبريل عليه السلام قد نزل عليَّ الساعة بقول الله تعالى:

{إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان وَإِيتَآءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاء والمنكر والبغي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: ٩٠] .

قال ابن مظعون رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: فاستقر حبُّ الإيمان في قلبي بهذه الآية الجامعة لكل خصال الخير.

ثم ذهب فأخبر أبا طالب، فلما سمع أبو طالب ما قاله ابن مظعون في هذه الآية قال: يا معشر قريش آمِنُوا بالذي جاء به محمد، فإنه قد جاءكم بأحسن الأخلاق» .

<<  <  ج: ص:  >  >>