للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لذلك يحرم على الطيار غير المسلم أن يُحلِّق فوق مكة؛ لأن جوَّ الحرَم حَرَمٌ.

وقوله تعالى:

{إلى المسجد الأقصى. .} [الإسراء: ١] .

في بُعْد المسافة نقول: هذا قصيّ. أي: بعيد. وهذا أقصى أي: أبعد، فالحق تبارك وتعالى كأنه يلفت أنظارنا إلى أنه سيوجد بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى مسجدٌ آخر قصيّ، وقد كان فيما بعد مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.

فالمسجد الأقصى: أي: الأبعد، وهو مسجد بيت المقدس.

وقوله سبحانه: {بَارَكْنَا حَوْلَهُ. .} [الإسراء: ١] .

البركة: أن يُؤتي الشيءُ من ثمره فوقَ المأمول منه، وأكثر مما يُظنّ فيه، كأن تُعِد طعاماً لشخصين، فيكفي خمسة أشخاص فتقول: طعام مبارَك.

وقول الحق سبحانه:

{بَارَكْنَا حَوْلَهُ ... } [الإسراء: ١] .

دليل على المبالغة في البركة، فإنْ كان سبحانه قد بارك ما حول الأقصى، فالبركة فيه من باب أَوْلى، كأن تقول: مَنْ يعيشون حول فلان في نعمة، فمعنى ذلك أنه في نعمة أعظم.

لكن بأيّ شيء بارك الله حوله؟

لقد بارك الله حول المسجد الأقصى ببركة دنيوية، وبركة دينية:

بركة دنيوية بما جعل حوله من أرض خِصْبة عليها الحدائق

<<  <  ج: ص:  >  >>