قالوا: لأن إعلام الله لرسوله أصدق من عينه ورؤيته، ومثلها قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل}[الفيل: ١]
حيث وُلِد رسول الله في عام الفيل، ولم يكن رأى شيئاً.
وفي آيات سورة (الفجر) ما يدلُّنا على أن حضارة عاد التي لا نكاد نعرف عنها شيئاً كانت أعظمَ من حضارة الفراعنة التي لفتتْ أنظار العالم كله؛ ذلك لأن الحق تبارك وتعالى قال عن عاد:{التي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البلاد}[الفجر: ٨]
أي: لا مثيلَ لها في كل حضارات العالم، في حين قال عن حضارة الفراعنة:{وَفِرْعَوْنَ ذِى الأوتاد}[الفجر: ١٠] مجرد هذا الوصف فقط. وقوله تعالى:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ القرون. .}[الإسراء: ١٧]
كَمْ: تدل على كثرة العدد.
والقرون: جمع قرن، وهو في الاصطلاح الزمني مائة عام، ويُطلَق على القوم المقترنين معاً في الحياة، ولو على مبدأ من المبادئ، وتوارثه الناس فيما بينهم.
وقد يُطلَق القرن على أكثر من مائة عام كما نقول: قرن نوح، قرن هود، قرن فرعون. أي: الفترة التي عاشها.