والمتأمل في آي القرآن الكريم يجد أن الحق سبحانه حينما يُكلِّمنا عن الأوامر يُذيِّل الأمر بقوله تعالى:{تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَعْتَدُوهَا. .}[البقرة: ٢٢٩]
والحديث هنا عن أحكام الطلاق، فقد وضع له الحق سبحانه حدوداً، وأمرنا أن نقف عندها لا نتعداها، فكأنه سبحانه أوصلنا إلى هذا الحد، والممنوع أن نتعداه.
وأما في النواهي، فيُذيلها بقوله:{تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَقْرَبُوهَا. .}[البقرة: ١٨٧]
والنهي هنا عن مباشرة النساء حال الاعتكاف، وكأن الحق سبحانه يريد ألاّ نصلَ إلى الحدِّ المنهي عنه، وأنْ يكون بيننا وبينه مسافة، فقال {فَلاَ تَقْرَبُوهَا} لنظلّ على بُعْدٍ من النواهي، وهذا احتياط واجب حتى لا نقتربَ من المحظور فنقع فيه.
وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:«من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه» .