للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وجميعُهم مُضْطَجِعون ينظرون إليه - صلى الله عليه وسلم - وهو وحده واقفٌ بين يديه ينظرُ إلى وجهه الكريم، وخَطَرَ من خاطرِه أنَّ الإنسانَ إذا دعا اللهَ تعالى بشيءٍ وهو ناظرٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُستجابُ له، فرفعَ يديه، وقال: اللهمَّ بحقِّه عندَك وبحقِّكَ عندَهُ لا تُخْرجُني من الدُّنيا إلا وأنتَ راضٍ عنّي.

وحدَّثني في التّاريخ المَذْكور أنَّه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - واقفًا على الجِلْد الذي يجلسُ عليه وهو يَمْسَحُ الحَبْلُ المُعَلَّق في الطاقة التي إلى جانبه. وهذا الحَبْلُ كان الشيخ عَلَّقَهُ لتُرْبَط فيه الأوراق التي يُسألُ فيها الشَّفاعات.

١٥٥٠ - وفي يوم الثُّلاثاء ثاني عَشَر المُحرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ العَدْلُ الكبيرُ المُسنِدُ المُحدِّثُ كمالُ الدِّين أبو العباس أحمدُ (١) ابنُ الشَّيخ زَيْن الدِّين مُحمدِ بنِ عبد القاهِر بن هبة الله بن عبد القاهِر بن عبد الواحد بن طاهر بن يوسُف الحَلَبيُّ، المعروف بابن النَّصِيبيّ، بحَلَب، ودُفِنَ من يومه بمقبَرة المَقام.

ومَولدُه بحَلَب في الخامس والعشرين من رَجَب سنة تسع وستِّ مئة.

وكانَ رجُلًا جيِّدًا، عَدْلًا، صالحًا، من أهل الخَيْر، معروفًا بالرواية، تَفَرَّد بكتاب "الشَّمائل" للتِّرمذي، عن الشَّيخ افتخار الدِّين عبدِ المطَّلب الهاشميِّ. وسَمِعَ من الشَّيخ عبد الرحمن بن عُلْوان المعروف بابن الأستاذ، وثابت بن مُشَرَّف، وابن رُوْزْبَة، والشَّيخ مُوفَّق الدِّين عبد اللَّطيف بن يوسُف البَغْداديّ، وأبي عبد الله مُحمد بن عُمَر بن عبد الغالب العُثمانيّ.

ورحلَ إلى دمشق، وسَمِعَ بها، وحجّ وسَمِعَ بمكةَ من ابن المُقَيَّر. وقرأ على ابن خليل.


(١) ترجمته في: تاريخ ابن الجزري ١/ الورقة ١١٠ (باريس)، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٧٤٢، ومعجم شيوخ الذهبي ١/ ٩٥، والعبر ٥/ ٣٧٤، والوافي بالوفيات ٨/ ٥٦، وذيل التقييد ١/ ٣٨٨، والنجوم الزاهرة ٨/ ٤٠، وشذرات الذهب ٧/ ٧٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>