للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الكبير عزِّ الدِّين أبي عَمْرو عُثمان بن أسعد بن المُنَجَّى بن بَرَكات بن المُؤمَّل التَّنُوخيُّ الحَنْبليُّ، وصُلِّي عليه يوم الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُون شمالي الجامع المُظَفَّريّ، وحضرَهُ جَمْعٌ كبيرٌ.

وماتَ هو وزوجته في يوم واحد، وخرجت جنازتهما معًا في وقت واحد، ودفنا بتربةٍ واحدة، رحمهما الله تعالى ورحم جميع المسلمين (١).

ومَولدُه في عاشِر ذي القَعْدة سنة إحدى وثلاثين وستِّ مئة.

رَوَى لنا عن ابن المُقَيَّر، وجعفر الهَمْدانيّ، وسالم بن صَصْرَى حُضورًا.

وسَمِعَ من السَّخَاويّ وابن مَسْلَمة، والقُرْطبي، وجماعةٍ. وكان عالمًا بفنون شَتّى من الفقه، والأصْلَين، والنَّحو، وله يدٌ في التفسير. وانتهت إليه رياسة مَذْهبه، وله مصنَّف في أصول الفقه، وشرحَ "المُقْنِع" في الفقه، وله تعاليق في التَّفْسير، واجتمعَ له العلمُ والدِّينُ والمالَ والجاهُ وحُسْنُ الهيئة. وكان صحيحَ الذِّهن، جَيِّد المُناظرة، صَبُورًا فيها، وله بِرٌّ وصدقةٌ، وكان مُلازمًا للإقراء بجامع دمشق من غير معلوم.

وسُئِلَ الشَّيخ جمال الدِّين ابن مالك أن يشرحَ "ألفيّتَهُ" في النَّحو، فقال: ابن المُنَجَّى يَشْرحُها لكم.

١٨٩٠ - وفي ليلةِ الجُمُعة خامس شَعْبان تُوفِّيت أمُّ مُحمد ستُّ البهاء (٢) بنتُ صَدْرِ الدِّين الخُجَنْديِّ، وصُلِّي عليها عَقِيب الجُمُعة بجامع دمشق مع زوجها الشَّيخ زَيْن الدِّين ابن المُنَجَّى المذكور، وحُمِلَت جنازتها مع جنازته، ودُفِنَت في التُّربة التي دُفِنَ فيها بسَفْح قاسِيُون، رحمهما الله تعالى.


(١) كتبت هذه الفقرة في حاشية النسخة مُسْتدركة بعد المقابلة فيما يظهر.
(٢) ترجمتها في موارد ترجمة زوجها المتقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>