للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إلى حين موته على "الوَجِيز" في الفقه، وكانَ في آخر أمره قاضيًا ببلدةٍ بالرُّوم اسمُها يَنكسار (١)، وخرجَ منها قاصدًا للحج ومن نيّته الرُّجوع إليها، وتركَ أهلَهُ وولدَهُ هناك، فلما قَدِمَ دمشق نزل عند ابن أخيه القاضي إمام الدِّين ابن القاضي سَعْد الدِّين، فحصلَ له ضَعْفٌ بسبب الحَرَكة والسَّفَر، فبقي لا يقدر على القيام، فلم يُمكنه الحج لذلك، فلما عادَ رفقته من الحج عزمَ على السَّفَر إلى بَلَده فلم يستطع، ورأى من نَفْسه العجزَ عن ذلك. فاستمرَّ إلى أن أدركَهُ أجلُه بدمشق.

وذكرَ لي ابنُ أخيه القاضي جلالُ الدِّين أنَّهُ بعد قُدومه إلى دمشق لم يزل يُكَرِّر على "الوَجِيز" في كلِّ يوم على نحو خَمْسين وَرَقة منه، ويُقْرئ في الفقه وفي الحِساب، وغير ذلك مع ضَعْفِه وانقطاعِه وعدم حَرَكته، ولم يَنْقطع عن ذلك إلّا قبل وفاتِه بستة أيام، فإنّه قَلّ غذاؤه واستشعرَ الموتَ، رحمه الله.

• - وباشرَ نظرَ ديوان الخِزانة السُّلطانية الصَّدْرُ أمينُ الدِّين ابنُ هلال في العاشر من شَهْر ربيع الآخر، عِوَضًا عن تقيّ الدِّين تَوْبة بمقتضَى انتقاله إلى الوزارة (٢).

• - وخُلِعَ خِلْعَة الخَطابة على قاضي القُضاة بدرِ الدِّين، حُمِلَت إليه عَشِيّة الخميس ثاني عَشَر الشَّهر، ولَبِسها يوم الجُمُعة ثالث عَشَره بعد صلاة الجُمُعة، ولم يخطب بها، وكانَ قد خُلِعَ عليه مع المُتوَلِّين خِلْعة القَضاء، ولكن تأخَّرت خِلْعة الخَطابة ثم حُمِلت إليه (٣).


(١) تحرفت في المطبوع من الوافي بتحقيق البخيت والحياري إلى: "نيكسار"، وهي مجودة في النسخة وبخط الذهبي في تاريخ الإسلام.
(٢) تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ٥٤ (باريس).
(٣) الخبر في: البداية والنهاية ١٥/ ٦٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>