للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم وَلِيَ الخَطابة من غير طَلَب ولا تَعَرُّض، بل وَصلَ تَوْقيعُه بذلك من الدِّيار المِصْرية، فطلَبَهُ نائبُ السَّلْطنة ودفعَهُ إليه، فوَلِيها مُكَرَّمًا مَخْطوبًا إلى ذلك، وأقامَ فيها ستة أشهر ونِصْف، وفَرِحَ النّاسُ به، وكانوا يُقَبِّلون يدَهُ ويتبرَّكون بثيابه وما تصل أيديهم إليه منه.

وأمَّ في التَّراويح وصَلَّى صلاة حسنة تامّة الأركان، وصَلَّى العيد بالمُصَلّى، وشُكِرَت خُطْبتُه، ورجع والنّاسُ معه وهو يُسَلِّم على أهل الأسْواق كأنه يُوَدِّعهم. ومَرّ بنا ونحنُ في الرِّواق القِبْليّ، فبَدَأَنا بالسَّلام وهنّانا بالعيد، وصامَ بعد العيد الأيام السِّتة التي وردَ فيها الحَديثُ الصَّحيح (١)، ودخلَ الحَمّام قبل مَوْتِه بساعة، وصَلَّى سُنّة الفَجْر وغُشِيَ عليه فعجزَ عن الخروج إلى الإمامة بالنّاس، وماتَ من ساعته.

وقيل: إنه تلك اللَّيلة جامعَ أهلَهُ.

ومولدُه ليلةَ الجُمُعة ثاني رَمَضان سنة أربع وأربعين وست مئة بدمشق.

• - وأذِنَ نائبُ السَّلْطنة للقاضي جلال الدِّين القَزْوينيِّ في مُباشرة الإمامة والخَطابة، فباشَرَ صلاةَ الظُّهْر، وتَقَدَّمَ في الصَّلاة على الخَطِيب شَمْس الدِّين، وخَطبَ يوم الجُمُعة عاشر شَوّال، ووَصلَ توقيعُهُ من الدِّيار المِصْرية بذلكَ في مُستَهلِّ ذي القَعْدة، وخُلِعَ عليه خِلْعةَ الخَطابة، وخَطَبَ بها في ثامن ذي القَعْدة، وحَضرَ نائبُ السَّلْطنة وقاضي القُضاة والأُمراء والأعيان (٢).

٣٠٤٢ - وفي يوم الجُمُعة عاشِر شَوّال ماتَ فَتْحُ الدِّين عبدُ الله (٣) ابنُ المهذّب عبد الرَّحمن بن مُجَلّى المَوْصليُّ الحاسِبُ، ودُفِنَ بتُربة الأشراف.


(١) يشير إلى حديث أبي أيوب الأنصاري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر"، وهو في صحيح مسلم (١١٦٤) (٢٠٤).
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ٥٢.
(٣) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>