للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ فاضِلًا في أنواع من العُلُوم. واجتمعَ به أصحابُنا المُحَدِّثون لما تَوجَّهُوا إلى هُناك في صَفَر من هذه السَّنة قُبيلَ وفاتِه بقليل، وأثنوا عليه.

عاشَ ثلاثًا وسَبْعين سَنة. وكانَ ذا مالٍ وتِجارة، وفيه شَجاعةٌ، وعنده عُدَد للقِتال، ويُقاتل الفِرَنج، وله مَحاسن كثيرة. مرضَ مرضةً طويلةً، وحصل له عَقِيب المرض بِرْسامٌ، فوَلِيَ غيرُهُ القضاءَ.

٣٠٧٧ - وفي الخامس من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي أبو مُحمد عبدُ العزيز (١) بن عبدِ الرَّحمن بن عبد العزيز بن ظافر الشَّرَابيُّ، بالقاهرة.

ومولدُه في ذي الحِجّة سنة ثمان عَشْرة وست مئة بمِصْر. وأصلُه من نابُلُس.

رَوَى لنا عن عبد الرَّحيم بن الطُّفَيل. قرأتُ عليه عَشَرة أحاديث من أول الجُزء الخامس من "الثَّقَفيات" بالمارستان المَنْصوريّ بالقاهرة. وكانَ شَرابيًّا به.

كتب إليَّ بوفاتِه من القاهرة فخرُ الدِّين عبدُ الرَّحمن ابنُ البَعْلَبَكيِّ.

• - وفي أوائل ربيع الأول وَصلَ الأميرُ حُسامُ الدِّين مُهَنّا بن عيسى إلى دمشقَ، وتَوجَّه إلى القاهرة فوصَلَها في تاسع عَشَر الشَّهْر المَذْكور، وحضرَ بنَفْسِه إلى السِّجن إلى الشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة، فأخرَجَهُ بعد أن استأذنَ في ذلك، فخرجَ يوم الجُمُعة الثالث والعِشْرين من الشَّهْر إلى دار نائبِ السَّلْطنة بالقَلْعة، وحضرَ بعضُ الفُقهاء وحصلَ بينهم بَحْثٌ كثيرٌ، وفَرَّقت صلاةُ الجُمُعة بينهم، ثم اجتمَعُوا إلى المَغْرب، ولم يَنْفَصل الأمر. ثم اجتمَعُوا بمَرْسوم السُّلطان يوم الأحد الخامس والعِشْرين من الشَّهْر مجموع النَّهار. وحَضرَ جَماعةٌ أكثر من الأوّلين، حَضرَ نَجْمُ الدِّين ابن الرِّفْعة، وعلاءُ الدِّين الباجيُّ، وفَخْر الدِّين ابن


(١) ترجمته في: السلوك ٢/ ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>