للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣١٥٢ - وفي ليلة الثُّلاثاء سابع ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ المُسْندُ شهابُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ (١) بنُ أبي العزّ بن مُشَرَّف بن بَيان الأنصاريُّ الدِّمشقيُّ البزّاز، بمنزله بالقَصّاعين بدمشق، ودُفِنَ يوم الثُّلاثاء بسَفْح قاسيون.

ومولدُه سنة تسع عشرة وست مئة.

وكانَ شديدَ الإصغاء إلى التَّسْميع، يسأل عمّا يُشْكِل عليه فَهْمُه، قلَّ أن رآه أحد يَنْعَس. تفرَّد بالرِّواية عن ابن صَبّاح بـ "الخِلَعيّات" سِوَى السّابع، فإنّهُ لم يوجد سماعه.

ورَوَى "صحيح البُخاري" عن ابن الزَّبِيدي أكثر من عَشْر مرّات، واشتُهِرَ بروايته، وقُصِدَ فيه، وصارَ مُسَمِّعًا بدار الحَدِيث الأشْرَفية. وله مشيخةٌ عن جَماعة سَمِعَ منهم، خَرَّجها له كاتِب هذا الكتاب مُحمد بن مُحمد بن عليّ الأنصاريُّ سِبْط ابن الحَبّوبي، حَدَّثَ بها مِرارًا، وله إجازات من أصْبَهان ودمشق. وممّن تَفَرَّدَ بالرِّواية عنه ابن باسُوْيَة المُقرئ؛ رَوَى عنه أكثر كتاب "النّاسخ والمَنْسوخ" للحازميّ. وسَمِعَ من النّاصح ابن الحَنْبَليّ، وابن المُقَيَّر، وابن الكَريم، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وأبي نَصْر ابن الشِّيرازيِّ. وحَدَّثَ بدمشق، وبَعْلَبَك، وطرابُلُس.

• - وفي يوم الجُمُعة يوم عيد الأضْحَى حَصَل بُكْرة النَّهار حريقٌ عظيم منشؤه من فُرن العُوَيْنة بالقُرب من المدرسة الظّاهرية بدمشق، واحتَرَقَ ما حوله من المنازل والدُّور، وخِيفَ على ما في قبالته. وانتقلَ أهلُنا إلى الظّاهرية، وأعانَهُم الجَماعة في نَقْل الأجزاء والكُتُب والأثاث، وحَصَل لهم تَعْبٌ وتَشْويش، ثم لَطَفَ اللهُ تعالى، وسَكَنَت النّارُ بسبب حُضُور جَماعة من كبار الأمراء


(١) ترجمته في: ذيل العبر، ص ٤٠، وذيل سير أعلام النبلاء، ص ٧٥ - ٧٦، وأعيان العصر ٤/ ٥٧٣، والوافي بالوفيات ٤/ ٩٤، والدرر الكامنة ٥/ ٣٠٠، وشذرات الذهب ٨/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>