للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثمّ لمّا مَنّ اللهُ تعالى من اجتماع الكلمة ضاقَ الوقتُ ولم يتهيأ لهم سبيل ولا أميرٌ، فتألّم الغُرباء من ذلك، وضاقَت صُدُورهم لبُعد ديارِهم وقِلّة نفقاتهم فرُسِم لهم أن يتوجَّهوا إلى عَقَبَة أيلة ويلحقوا بالرَّكب المِصْريّ ويكونون معه. ثم حَصلَ التَّوقفُ في ذلك بسببِ أنه لم يَتَحقَّق تَوجَّه الرَّكْب المِصْري أيضًا.

ثمّ تَوجَّه طائفةٌ يسيرةٌ صُحبة الزَّيْت النَّبَوي يوم الخَمِيس سادس عَشَر شَوّال.

واستمرَّت الزِّينة بدمشق من بُكْرة الاثنين تاسع عِشْري رمضان وتأخّر حضور البَريد إلى بُكْرة الجُمُعة عاشِر شَوّال، فحَضرَ البَريدُ وأخبرَ أنَّ السُّلطانَ دَخلَ قلعة القاهرة في آخر يوم العيد، واستقرَّت الأمور، وأنَّ الأميرَ سَيْفَ الدِّين سَلّار رُسِم له بالتَّوجه إلى الشَّوْبك.

ورُسِمَ بدمشق آخر النَّهار المَذْكور برفع الزِّينة، فإنها بقيت اثني عَشَر يومًا. وأمّا البَشائر بالقَلْعة فقد كانت ضُرِبت أسبوعًا ثم بُطِّلت. فلمّا وَصلَ هذا البَريد ضُرِبَت مرةً أخرى، واحتُفِلَ بأمر القَلْعة وزينتِها، وإحضار المَغَاني إليها (١).

٣٢٨٠ - وفي أوائل شَوّال بَلَغَنا موت الصَّدْر بَدْر الدِّين مُحمد (٢) بن أبي الدُّر بن أحمد ابن السَّنِي (٣) التّاجر، صِهْر ابن النَّحّاس، بالدِّيار المِصْرية، وكانَ من أعيان التُّجّار.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٥٧، والبداية والنهاية ١٦/ ٧٤، والنهج السديد ٣/ ٦٧٣.
(٢) ترجمته في: الدرر الكامنة ٥/ ١٧٩.
(٣) قيده الحافظ ابن حجر في الدرر فقال: "بتخفيف النون".

<<  <  ج: ص:  >  >>