للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وله شيوخ كثيرةٌ بالسَّماع والإجازة يزيدون على ألف شَيْخ. وكانَ يقيمُ بمكّة، ويتردَّد إلى الدِّيار المِصْرية، ثم سكنَ مكّة مدّة طويلة إلى أن ماتَ بها.

كتبَ إليّ بوفاته الفقيه عبد الله بن خليل.

وكانَ مَشْهورًا بمكّةَ بالصَّلاح والحَديث، مقصودًا بالزِّيارة. وممّن أجازَ له أبو الحَسَن بن المُقَيَّر.

اجتمعتُ به بمِصْرَ، وسَمِعتُ بقراءته قطعةً من "مُعجم الطبراني الصغير" على الخَطيب فَخْر الدِّين عبد العزيز ابن السُّكّري، وقرأتُ عليه بظاهر القاهرة الأول من "فوائد المَدِينة" تخريج ابن مُسدّي، لابن الجُمَّيْزي. ثم قرأتُ عليه بمكّة "فوائد المَدِينة" الثلاثة المَذْكورة، والثاني من "المَحَامليّات"، ومجلسًا من "أمالي نَصْر بن عبد العزيز الشِّيرازيِّ"، و"ثلاثيّات البُخاريّ"، وبمِنَى "الثمانين الآجُرّية"، والأول من "الثَّقَفيات"، ومنتَقى منها فيه سبعة وأربعونَ حديثًا، وذلك سنة ثلاث وسبع مئة. ثم قرأتُ عليه بمكّةَ في سنة عَشْر وسبع مئة "المُسلسل بالأوليّة" بطُرُقه الثلاثة، وسمعتُ منه "الأربعين لابن الجُمَّيْزي، تخريج العَطّار، وجزءًا من "فوائد الهاشمي" و"الإيادي". وقرأتُ عليه بمنَى ثاني "المَحامليّات" مرة ثانية. ومنتَقَى لطيفًا من "الثَّقفيّات" فيه عَشَرة أحاديث. وكان ذلك آخر عَهْدي به، رحمه الله تعالى.

٣٥٩١ - وفي ليلة الثُّلاثاء العِشْرين من شهر ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ أبو الحَسَن (١) ابن الشَّيخ مُحمد ابن الشَّيخ الكبير عليّ الحَرِيريّ، ودُفِنَ عند الشَّيخ رَسْلان ظاهر دمشق.

ومولدُه سنة تسع وأربعين وست مئة.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وأبوه توفي سنة ٦٥١ هـ، وترجمته في الوافي بالوفيات ٤/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>