للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فارس بن أبي الفَضْل عبد الرَّحمن بن بَرَكات بن أحمد بن عبد الحميد المَنْبِجيُّ، خَطيب قرية المِزّة من غُوطة دمشق، بها.

وكانَ ضَرَبَهُ شخصٌ بسُوق المِزّة في رأسه فتمرَّضَ أيامًا وماتَ. واقتُصَّ من الضّارب بعد موت الخَطيب، وشُنِق بالمِزّة.

وكانَ الخَطيب المَذْكور خَطِيبًا بالمِزّة من مدّةٍ طويلة، وصَوْته صوتٌ بليغٌ، ويَحْفظ كثيرًا من الخُطَب المطَوَّلة ويؤدِّيها أداءً جيِّدًا، ويشهدُ تحتَ السّاعات. ماتَ في عَشْر الستِّين.

ووَلِيَ عِوَضه في الخطابة الشَّيخُ شِهابُ الدِّين أحمدُ بنُ عبد الرَّحمن المَنْبِجيُّ، الفقيهُ المُقرئُ.

• - وفي شَهْر ربيع الآخر قَدِمَ إلى دمشقَ من القاهرةِ الأميرُ فَضْل بن عيسى أخو مُهَنّا، ومعهُ مَرْسوم أن يكون عِوَضًا عن أخيه مُهَنّا، وأُجْرِيَ له إقطاعات جيِّدة. وتاريخ تقليده سادس عَشَر ربيع الآخر، وأقامَ بدمشق أيامًا وتَوجَّه إلى بلادِه وإقطاعه مُكْرمًا، وأطلَقَ السُّلطان لابن أخيه موسى بن مُهَنّا بعضَ ما كانَ بيد والدِه. وكان ذلك بسبب دخول مُهَنّا إلى بلاد التَّتار واجتماعه بملكهم خَرْبَنْدا (١).

٣٨٧٤ - وفي ليلة الأربعاء سادس عَشَر ربيع الآخر تُوفِّي الفقيهُ الفاضلُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ (٢) ابنُ الشَّيخ المُقْرئ المُعَمِّر الكبير. نظام الدِّين مُحمد بن عبد الكريم التِّبْرِيزيُّ الشّافعيُّ، بالمارستان بدمشق، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح قاسيون.

وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، مُشتغلًا، مُتَقَنِّعًا، متعفِّفًا، أحد فُقهاء المَدْرسة الشّامية البَرّانية المُقِيمين بها.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٣٥، والبداية والنهاية ١٦/ ١١٥، والنهج السديد ٣/ ٢٥٩.
(٢) ترجمته في: الدرر الكامنة ٥/ ٤٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>