للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ عاليَ الهِمّة، عندَهُ مكارمُ وعِفّةٌ، تَنَقَلَ في المَناصِب، وآخِرُ ما وَلِيَ وزارةُ دمشقَ بعدَ عَزْلِ ابنِ وَداعةَ (١)، فباشَرَ مُدّةً يسيرةً، وماتَ وقد نيَّفَ على السِّتين. وكانَ والدُهُ شَرَفُ الدِّينِ وزيرَ مُظَفَّرِ الدِّينِ صاحبِ إرْبِلَ (٢) قبلَ ابنِ المُسْتَوفي (٣).

٤١ - وفيها تُوفِّي شِهابُ الدِّين مَعْتُوق (٤) ابنُ الأنبارِيِّ بحماةَ وكانَ فاضلًا أديبًا حَسَنَ النَّظْم، وجاوَزَ سبعينَ سنةً.


= وأنفذه رسولًا غير مرة إلى الديوان العزيز ببغداد. ولما توفي الملك المعظم مظفر الدين رضي الله عنه أفرج عن والده وإخوانه من الاعتقال، وكان في جملتهم فرحل عن إربل. وكان عبد العزيز شابًا، أبيض اللون، مشربًا بحمرة، أشقر، عبلًا، وسيمًا، ذا جمال ومنظر، مترفًا، مجملًا في زيِّه، من المتنعمين، يتأنق في مأكوله وملبوسه ما لا يفعله أحد من الرؤساء في زمانه، يلبس الثياب المرتفعة الثمن طلبًا للصيت والحشمة، وكان فيه كبر عظيم وتيه، مغرمًا معجبًا بنفسه ونعمته حتى تجاوز في ذلك الحدود، وذلك الذي كان يشينه عبد الناس، اجتمعت مع عبد العزيز سنة خمس وعشرين وست مئة في إربل بداره وأخبرني أنه ولد ليلة الأربعاء سابع عشر رمضان سنة اثنتين وتسعبن وخمس مئة بالموصل".
(١) عز الدين عبد العزيز بن منصور بن محمد بن وداعة الحلبي (ت ٦٦٦ هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات ذي الحجة من السنة المذكورة.
(٢) مظفر الدين أبو سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين الملك المعظم صاحب إربل (ت ٦٣٠ هـ) اتصل بالسلطان صلاح الدين الأيوبي، وتمكن عنده، وتزوج بأخته ربيعة خاتون وشهد معه مواقف كثيرة، وثبت يوم حطين وله أعمال بر كثيرة، ومما يؤخذ عليه أنه أول من احتفل ببدعة المولد النبوي. وكوكبوري كلمة تركية معناها ذئب أزرق. ترجمته في: التكملة لوفيات النقلة ٣/ ٢٥٤، وذيل الروضتين ٦١، ووفيات الأعيان ٤/ ١١٣، ودول الإسلام ٢/ ١٣٥.
(٣) هو المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب الإربلي اللخمي (ت ٦٣٧ هـ) ولي الوزارة بإربل في المحرم سنة تسع وعشرين وست مئة، وكان عالمًا، فاضلًا، وأديبًا متميزًا، ومصنفًا جيد التصانيف، ألف تاريخًا لبلد إربل وجد مه مجلدان طبعا، وشرح "أبيات المفضل" اسمه "إثبات المحصل" حققته وطبع في ثلاث مجلدات، وشرح ديوان أبي تمام والمتنبي اسمه "النظام" طبع أغلبه في عشر مجلدات وغير ذلك، وكان ممدحًا كريمًا، له مجلس عامر بالعلماء والأدباء. ترجمته في: معجم البلدان ١/ ١٣٨، وقلائد الجمان ٥/ ٣٥، والتكملة للمنذري ٣/ ٥٢٢، وسير أعلام النبلاء ٢٣/ ٤٩، والوافي بالوفيات ٢٥/ ١٠٦. وغيرها.
(٤) استدركه أحمد بن أيبك الدمياطي بخطه على الحسيني في صلة التكملة ٢/ ٥٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>