للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابنُ الشَّيخ فَخْر الدِّين مُحمد ابن الشَّيخ أفْضَل الدِّين أبي حامد التِّبْريزيُّ الشّافعيُّ، المَعْروف بالأفْضَلِيُّ.

وكُنّا سَمِعْنا بذِكْره وصَلاحِه ومُعاداتِه للرَّشِيد مُشِير دولة خَرْبَنْدا في أيام دولته، وأنّه يعظُ النّاسَ ويُعَلِّمهم الخَيْر، ولا يَقْبل لأحدٍ شيئًا، ويتَقَنَّع باليَسِير فقصدناهُ زائرينَ.

وسألته عن مولدِه فقال: سنة إحدى وستين وست مئة بتِبْريز، ولم أسافِر منها غير هذه السَّفْرة، ودعا لنا بدَعواتٍ صالحة، وحَجَّ ورَجعَ مع العِراقيين قاصدًا بَلَده، فأدركه أجَلُه ببغدادَ بعد دخولِه إليها بأيام في العَشْر الأول من صَفَر (١)، ودُفِنَ بمقبَرة الشُّونِيزيّ.

• - وفي يوم الاثنين حادي عَشَر رَمَضان تَوجَّه من دمشقَ الشَّيخُ الإمامُ شَمْسُ الدِّين مُحمد ابن الشَّيخ بَدْر الدِّين أبي بَكْر بن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن النَّقيب الدِّمشقيُّ الشّافعيُّ إلى مدينة حِمْص مُتولِّيًا قضاءَها عِوَضًا عن القاضي فَخْر الدِّين عُثمان بن مُحمد بن البارِزيّ الحَمَويّ، وكانَ عَزَلَ نفسَهُ بسبب ما حَصَلَ في حقِّه من الأذى من نائب السَّلْطنة يومئذٍ الأمير بَدْر الدِّين القَرَماني، ووَصلَ إلى دمشقَ وأقامَ بها إلى أن انقضَى رَمَضان وسافَر إلى حَمَاة.

وأما الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين المَذْكور فإنَّه وَلِيَ مَخْطوبًا مَطْلوبًا مَرْغوبًا فيه، وخَرجَ النّاسُ والأعيان لتوديعِه، واستنابَ في جهاتِه بدمشق (٢).

• - ووَصلَ أيضًا الشَّيخُ علاءُ الدِّين النُّعمان بن دَوْلَت شاه بن عليّ الخُوارِزميُّ فأقام أيامًا وتَوَجَّه إلى باب السُّلْطان بالقاهرة، ثم حَجَّ من هناك، وأقامَ بالقاهرة مدّة سنة ونِصْف، ورجعَ إلى مَخْدومه الملك أزْبَك خان.


(١) يعني سنة ٧١٩ هـ.
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>