للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فأدركَهُ أجلُه في يوم الخَمِيس سادس ذي القَعْدة، ودُفِنَ يوم الجُمُعة بالقَرَافة بتُربة أولادِ المُلوك.

وكانت أخبارُ إمْرَتِه وإقبال السُّلْطان عليه وَصَلَت إلى دمشق، وفَرِحَ أهلُه، ثم وَصلَ الخَبَرُ سَرِيعًا بموتِه، فعادَ الفَرحُ حُزْنًا. وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، بَشُوشَ الوَجْه، مُكْرِمًا للنّاس، مُشْتَغلًا بنفسِه وأهلِه، مُلازمًا لدارِه.

وسَمِعَ من ابن عبد الدّائم، وغيرِه، ورَوَى الحَديث.

ومولدُه بدمشق في يوم الثُّلاثاء الثاني والعِشْرين من شَهْر رَمَضان سنة خَمْسٍ وخَمْسين وست مئة.

٤٢٢٥ - وفي يوم السَّبْت قبل العَصْر مُنْتَصف ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ رُكْنُ الدِّين أبو الخَيْر مُحمدُ (١) ابنُ الشَّيخ الإمام مَجْد الدِّين أبي مُحمد عبد الله بن الحُسَين بن عليّ الإرْبِليُّ الأصل، الزَّرْزَارِيُّ الكُرْديُّ، وصُلِّي عليه ظُهْر الأحد بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقبَرة الباب الصَّغير جوار الشَّيخ أبي الفَرَج بن الحَنْبليّ، وحَضَرَهُ جَمْعٌ كبيرٌ.

وكانَ إمامًا بالمَدْرسة القَيْمُرية مدّة اثنتين وأربعين سنة إلى أن ماتَ مُواظبًا على الوظِيفة المَذْكورة، حَسَنَ السَّمْت، كثيرَ الصَّمْت، قليلَ الاختلاطِ بالنّاس، وحَفِظَ كتاب "التَّنْبيه" في صِغَرِه، وسَمِعَ الحَديثَ من شَيْخ الشُّيوخ شَرَفِ الدِّين عبد العزيز الأنصاريّ، ورَوَى عنه "جُزء ابن عَرَفة" بالقاهرةِ ودمشقَ مرّات، وسَمِعَ منه النّاس، وكانَ الثَّناءُ عليه وافرًا.

ومولدُه في يوم الأحد أوائل النَّهار الحادي والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخِر سنة ثلاث وخَمْسين وست مئة بحَلَب بالمَدْرسة العَصْرُونية.


(١) ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي ٢/ ١٩٩، وذيل التقييد ١/ ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>