للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صاحب حَمَاة إلى دمشق، فأقامَ بعض يوم وتَوَجَّه إلى بَلَدِه بعد أن حَصَل له الحَجُّ ومُرَافقة السُّلْطان من القاهرةِ إلى مكّةَ والرُّجوع معَه إلى القاهرة. ولمّا وَصلَ معَه إلى القاهرةِ أنعمَ عليه السُّلْطان ولقَّبَهُ بالمَلِك المؤيَّد وأذِنَ في أن يُخْطَب له بحَمَاة وأعمالِها، وأن يُخاطب بالمقام العالي المَوْلوي السُّلْطانيّ المَلكيّ المؤيَّديّ على ما كانَ عليه عمُّه المَلِك المَنْصور، فدخلَ حَمَاة في أُبَّهة السَّلْطنة وتَلَقّاه النّاسُ وخُطِب له (١).

٤٢٤٦ - وفي ليلة الاثنين الثامن والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ الفاضِلُ نورُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ (٢) بنُ أبي بَكْر بن نَصْر بن بُحْتُر بن خَوْلان الحَنَفيّ، بسَفْح قاسيون، وصُلِّي عليه ظُهْر الاثنين بالجامع المُظَفَّريّ، ودُفِنَ هناك عند أقاربِه.

ومولدُه في تاسع عَشَر شَوّال سنة ثمانٍ وأربعين وست مئة.

وسَمِعَ الحَديث من ابن عبد الدّائم، وعبد الوَهَّاب ابن النَّاصح الصَّحْراوي، والشَّيخ شمْس الدِّين بن أبي عُمر، وابن البُخاري، والحافظَين: ابن النابُلُسي، وابن هامل، وجماعة. وحدَّث بـ "جُزء ابن عَرَفَة" غير مرّة، وكانَ فَقيهًا فاضِلًا، حَسَنَ الأخلاق، مُدَرِّسًا ومُعيدًا ومُفتيًا، ومن أعيان الشُّهود.

• - وفي يوم الأربعاء سَلْخ المُحَرَّم وَصلَ المَحْمَلُ السُّلْطانيُّ والرَّكْبُ الشَّاميُّ إلى دمشقَ. وكانَ الأميرُ عزُّ الدِّين أيبك أميرُ عَلَم هو أميرُ الرَّكْب. وأقامَ بمكّةَ من الحُجّاج: شِهاب الدِّين بن المَرْجانيّ السَّنة كُلّها بسبب إصلاح مَسْجد الخِيف بمِنى وتَرْميمِه، وأنفقَ عليه من مالِه كما ادَّعَى عِشْرينَ ألفًا، تَقَبَّل اللهُ منه.


(١) الخبر في: المختصر في أخبار البشر ٤/ ٨٧ - ٨٨، ونهاية الأرب ٣٢/ ٣١٩، والسلوك ٣/ ٢٤.
(٢) ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي ٢/ ٦٥، والدرر الكامنة ٤/ ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>