للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومَولدُه سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وخَمْسِ مئةٍ بالمَوْصِل، أو قبلَ ذلك.

وكانَ يَحُلُّ الألغازَ والمُترْجَمات، ويُعَدُّ من أئمّةِ الأدب. وسَمِعَ من ابن الأخضر، وابن مَنِينا (١) وجماعة، وكان يُقرئُ بجامعِ الصّالح (٢) ظاهرَ القاهرةِ. ومن شُيوخِه في الأدبِ أبو البَقاءِ العُكْبَرِيُّ (٣).


= في المترجم للملك الأشرف موسى. قال: وكتب إلي العلم السخاوي بدمشق باللبادين قول الحسن بن عبد السلام -مولى الكردوسيين- كتبه إلي محمد بن الجهم في المعمى:
رُبَّما عالَجَ القَوافي رِجالٌ … في القَوافي فتَلْتَوِي وتَلِينُ
طاوَعَتْهُمْ عَيْنٌ وعَيْنٌ وعَيْنٌ … وعَصْتهُمْ نُونٌ ونونٌ ونُونُ
وعما هما لي نكد، فإنه كتب: ع وع وع هكذا فصعبا علي، وحللتهما في مقدار ساعتين، وقلت: كيف بحل لك أن تعمل لغزًا مترجمًا وتعمل حروف الهجاء بدلًا من الكلمات هذه، كما قال تعالى: {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} [النور: ٤٠]؟! فقال لي ما سمعت هذا الشعر من قبل هذا؟ فقلت: لا والله، فقال: والله لو أخبرني بهذا الذي رأيته منك أحد ما صدقته، قال: ولقد حمله الحسد على أن ذكر البيتين فىِ مؤلف له، ولم يذكر أنني حللتهما فسبحان الله! ما هذه إلا طباع دَغِلَة، وبواطن سيِّئة، ما الذي كان ينقصه لو ذكر ذلك؟! بل كان -والله- يرتفع وينسب إلى الإنصاف". والحكاية طويلة، تجدها هناك. وأورد الصفدي كثيرًا من فوائده ومطارحته مع أدباء عصره. والسخاوي: هو علم الدين علي بن محمد بن عبد الصمد (ت ٦٤٣ هـ) العالم النحوي المقرئ المشهور. والدَّغِلة: جاء في اللسان: (دغل): "والدّاغلة: القوم يلتمسون عيب الرجل. والدّاغلة: الحقد المكتتم".
(١) منينا، بفتح الميم، وكسر النون، وسكون المثناة تحت، تليها نون مفتوحة، ثم ألف مقصورة. التوضيح ٨/ ١٦٣. وهو عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا (ت ٦١٢ هـ). محدث مشهور، قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٣: "الصالح الخير مسند العراق". وأخوه: عبد الواحد (ت ٦٠١ هـ) له ذكر وأخبار.
(٢) هو الملك الصالح طلائع بن رزيك، بضم الراء وتشديد الزاي المكسورة، وسكون الياء المثناة من تحتها، وبعدها كاف: وزير الأدباء، وأديب الوزراء، كان شجاعًا، جوادًا، شاعرًا، له معرفة بالعلم والأدب. ألف "الاعتماد في الرد على أهل الإلحاد" وديوان شعر طبع سنة ١٩٦٤ م (ت ٥٥٦ هـ) وكان له مع الفرنج غزوات مشهورة. وجامعه هذا مشهور بمصر على باب زويلة. يراجع: الروضة البهية ٧٤، والمواعظ والاعتبار ٤/ ١٦٦، ومساجد القاهرة ١/ ١١٠.
(٣) قال ابن الشعار: "أخذ علم النحو والعربية عن جماعة من أدباء الموصل ثم رحل إلى مدينة السلام فصحب الشيخ أبا البقاء". وهو عبد الله بن الحسين (ت ٦١٦ هـ) مشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>