للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأخبَروا أنَّ الخُلفَ وقعَ بينَه وبينَ عمِّه إدريسَ بنِ عليٍّ، فاستظهرَ إدريسُ عليه، فخرجَ فارًّا بينَ يَديهِ وقَصَدَ اليَنْبُع، واستَنْجدَ بصاحبِها، وجَمعَ وقَصدَ مكّةَ فالتَقَيا وتَحاربا، فطَعنَ أبو نُميٍّ عَمَّهُ إدريسَ فألقاهُ عن جَوادِه، ونَزلَ إليه وحَزَّ رأسَه، واستَبدَّ بمكة (١).

١٥٥ - وفي ليلةِ التاسع والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفي زينُ القُضاةِ أبو المَكارم عبدُ الوَهّاب (٢) ابنُ فَخْرِ القُضاةِ أبي الفَضْل أحمدَ بنِ مُحمدِ بن


(١) الخبر في: العقد الثمين ٢/ ١٥١ فما بعدها، وغاية المرام ٢/ ١٤، ويراجع: ذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٤٤، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٢٧ - ٢٨، والسلوك ١/ ٢/ ٥٩٧ وغيرها.
(٢) عبد الوهاب ابن الجَبّاب هذا من أسرة علمية مشهورة، أغلبهم من قضاة الإسكندرية ترجع أصولهم إلى بني الأغلب، من بني سعد بن تميم. وبنو الأغلب جدهم الأعلى: الأغب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عباد بن محرث بن سعد بن حزام بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وبنو الأغلب هؤلاء أسسوا دولة في إفريقية (تونس) ما بين سنة ١٨٤ - ٢٩٦ هـ، وآل الجباب يرجعون في أصولهم إلى تلك الأسرة. قال النويري في نهاية الأرب: "وهم من ذرية زيادة الله ابن الأغلب، آخر ملوك بني الأغلب بإفريقية".
أقول -وعلى الله أعتمد-: جدهم الأعلى عبد الله بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الأغلب عرف بالجَبّاب لجلوسه في سوق الجِباب. التوضيح لابن ناصر الدين ٣/ ٤٢ - ٤٣. ويراجع هامشه. وقيدها الحافظ المنذري في التكملة ٣/ ١٣٢ بفتح الجيم، وتشديد الباء الموحدة وفتحها، وآخره باء موحدة أيضًا. وأقدم من عرفت منهم عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الجباب الأغلبي السعدي التميمي الإسكندري المالكي (ت ٥٦١ هـ) الجليس؛ لأنه كان جليسًا لصاحب مصر ومن شعره (كما في المرقصات، ص ٣٠ وغيره):
ومِن عَجَبٍ أن السُّيوفَ لَدَيْهِمُ … تَحِيضُ دماءً والسُّيوفُ ذُكُورُ
وأعْجَبُ مِن ذا أنَّها في أكُفِّهِمْ … تَأجَّجُ نارًا والأكُفُّ بُحُورُ
ومنهم: الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله (ت ٥٩٢ هـ)، قال المنذري في التكملة ١/ ٢٥٤، وهو من بيت التقدم والرئاسة والفضيلة والحديث، حدث جماعة من =

<<  <  ج: ص:  >  >>