للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فلم يَجِدُوا منَ التَّتارِ أحدًا، وسارَ علاءُ الدِّينِ طَيبَرْسَ، وعيسى بنُ مُهَنّا، وجماعةٌ منَ العَربِ إلى حَرّانَ، فخَرجَ إليهم نُوّابُ التَّتارِ وقَبَّلُوا الأرضَ وألْقَوا السِّلاحَ فقُبِضُوا، وكانوا نحوَ ستِّينَ رجُلًا، وخَرجَ جمعٌ من أهلِ البلدِ يومَ الثُّلاثاءِ السّادسِ والعشرينَ من ربيع الآخِر، وأحْضَرُوا مَفاتيحَ البلد، فعادَ الأميرُ علاءُ الدينِ طَيْبَرْسَ ولم يدخُلْ حَرّانَ، وعَبَرَ الفُراتَ سِباحةً (١).

• - وخَرجَتْ طائفةٌ منَ الفِرَنجَ من عَثْلِيثَ (٢) وأغارُوا على قاقُونَ (٣) وأَخَذَتِ التُرْكُمانَ على غَفْلةٍ منهُم، فلَحِقَهُم بعضُ العَسكَرِ واستَرَدَّ بعضَ الغَنيمة، ثم أغارُوا ثانيةً منَ القُرَيْن فلِحِقَهُمُ الأميرُ جَمالُ الدينِ آقُوشُ الشَّمْسىُّ واقتَلَعَ منهُم عشرينَ فارِسًا. ورَحلَ السُّلطانُّ من حَلبَ في الثّامنِ والعشرينَ من ربيع الآخرِ إلى الدِّيارِ المِصْريّة، فدَخلَها في الثّالثِ والعشرينَ من جُمادى الأولى، وقَبضَ على الأُمراءِ الذينَ كانوا مُجَرَّدِينَ على قاقُوْنَ سِوَى الشَّمْسِيِّ، فشُفِعَ فيهم فأطلَقَهُم.

١٨٤ - وفي الثّامنِ والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الآخِر تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ شَمْسُ الدِّينِ سُنْقُرُ (٤) الأقرَع.


(١) الخبر في: الروض الزاهر ٣٩٥، وذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٦٧ - ٤٦٩، ويراجع: المختصر في أخبار البشر ٢/ ٣٣٧، ونهاية الأرب ٣/ ١٨٧، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣١، ومسالك الأبصار ٢٧/ ٤١٦، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٣١٥، والسلوك ١/ ٢/ ٦٠٠، وعقد الجمان ٢/ ٩٠، والنجوم الزاهرة ٧/ ١٥٥.
(٢) عَثْلِيْث، بفتح أوله، وسكون ثانيه، وكسر لامه، وياء مثناة من تحت ساكنة، وثاء مثلثة: حصن بسواحل فلسطين يعرف بالحصن الأحمر من عمل صفد. ينظر: معجم البلدان ٤/ ٨٥، وصبح الأعشى ٤/ ١٥٧، ومعجم بلدان فلسطين ٥١٨ (عِتَلِيْت).
(٣) قاقُون: حصن بفلسطين قرب الرملة. ينظر: معجم البلدان ٤/ ٢٩٩، والتعريف بالمصطلح الشريف ٢٧٧، وصبح الأعشى ٤/ ١٥٧، ومعجم بلدان فلسطين ٥٩٠.
(٤) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٧٩، وتاريخ الملك الظاهر لابن شداد ٤٠، وتاريخ الإسلام ١٥/ ١٨٢، والوافي بالوفيات ١٥/ ٤٩٠، والمنهل الصافى ٦/ ٨٧، والدليل الشافي ١/ ٣٢٧، =

<<  <  ج: ص:  >  >>