للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ رئيسًا، وافرَ الحُرْمةِ، كثيرَ الأملاكِ، واسعَ النِّعمةِ، وعندَهُ قُوّةُ نَفْسٍ، وأهْلِيّةٌ للمَناصبِ، ولم يَتعاطاها في عُمُرِه ويَمتَنعُ منها. ولمّا ماتَ ابنُ سُوَيْدٍ (١) ألزَمُوهُ بمُباشرةِ مُتَعلقاتِ السُّلطانِ وأولاده وخواصِّه بالشّام، فباشَر نَظرَ ذلكَ بغيرِ جامَكِيّة (٢)، ولم يزلْ على ذلك إلى أن ماتَ. وكانَ بارًّا بأهلِه، ويَضعُ الأشياءَ مواضِعَها.

ولي منهُ إجازةٌ. ورَوَى لنا عنهُ قاضي القُضاةِ بَدرُ الدِّينِ ابنُ جَماعة (٣)، والشَّيخُ زَيْنُ الدِّينِ الفارِقيُّ، وغيرُهُما.

٢٧٦ - وفي ثالثَ عَشَرَ مُحَرَّم تُوفِّي الهُمامُ والي العُقَيبة وهو في الاعتقال (٤).

• - وفي يوم السَّبت السّادسِ والعشرينَ منَ المُحَرَّم توجَّهَ السُّلطانُ إلى الشّام وصُحبتُهُ سُنْقُرُ الأشقَرُ، وبَيْسَرِيُ، وأيْتَمُشُ السَّعْدِيُّ، وجماعةٌ يَسيرةٌ، فلمّا وَصلَ عَسْقلانُ بَلغَهُ أن أبَغا ملكَ التَّتارِ وَصلَ إلى بغدادَ وخرجَ إلى الزّابِ مُتصَيِّدًا، فكَتبَ إلى القاهرةِ واستَدعى عَسكرًا، فخَرجَ منها أربعةُ آلافٍ في حادي عشرَ صَفَر، ثم خَرجَ الخِزَنْدارُ في ثامنَ عشَرِه، وأقامَ الملكُ السَّعيدُ بقلعةِ القاهرة وعندَهُ الفارِقانيُّ. وكانَ وُصولُ الدَّهْليزِ إلى غَزّة في رابع ربيع الأول، وسارَ فنَزلَ يافا في تاسعِه، ووَصلَ دمشقَ يومَ السَّبت سادسَ عَشَرِه، وتَأخَّرَ الخِزَنْدارُ


(١) محمد بن علي بن أبي طالب، الوجِيه، ابن سويد التكريتي (ت ٦٧٠ هـ) تقدم ذكره في وفيات شوال من السنة المذكورة.
(٢) المرتب الشهري أو السنوي.
(٣) قال القاضي ابن جماعة: "أخبرنا الشيخ الرئيس الأصيل، أبو المعالي أسعد بن المظفر بن أسعد بن حمزة التميمي بقراءتي عليه في جمادى الأولى سنة سبعين وست مئة بجامع دمشق، قال: أخبرنا الإمام العلامة، أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي".
(٤) لم أقف على ترجمته! والعقيبة من أحياء دمشق تكرر ذكرها في الأعلاق الخطيرة ٨٧، ١٢٧، ١٤١، ١٤٢، ١٤٣، ٣٣٠، وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>