للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومَولدُه سنةَ سبع وثمانينَ وخَمْسِ مئة.

٣٥٠ - وفي هذه السَّنةِ تُوفِّي السُّلطانُ عِزُّ الدِّينِ كَيْكاوُوْسُ (١) ابنُ السُّلطانِ غِياثِ الدِّينِ كَيْخُسْرُو ابنِ السُّلطانِ عَلاءِ الدِّينِ كَيْقُباذُ بنِ كَيْخسرُو بنِ قَلِيْج رَسْلانِ السُّلْجُوقيُّ، بصوداقَ (٢) من بلادِ التُّرْك.

ومَولدُه سنةَ ستٍّ وثلاثينَ وستِّ مئة.

وكانَ هو وأخوهُ رُكْنُ الدِّين (٣) اقْتَسَما مملكةَ الرُّوم عندَ وفاةِ والدِهِما، ثم إنَّ أخاهُ رُكْنَ الدِّينِ تَغَلَّبَ على جميع المملكة، وهَرَبَ عِزُّ الدِّينِ بجماعةٍ من خواصِّهِ وأهلِه، واستَصْحبَ معَهُ مالًا وذَخائِر، وقَصدَ القُسْطَنطينيّة (٤).

فلمّا حلَّ بها خافَهُ مَلِكُها فقَبضَ عليه وحَبسَهُ، فلم يزلْ محبوسًا إلى أن بعثَ بركةُ ملكَ التَّتارِ جيشًا إلى بلادِ صاحب القُسْطَنطينية فأغارُوا عليها، فأرسلَ يَطلبُ الهُدنةَ، فأجابوهُ إلى أمورٍ منها أن يُسلِّمَ إليهم عِزَّ الدِّين، فسلَّمَهُ إليهم، وذلكَ في سنةِ ستِّينَ وستِّ مئة، فسارُوا به إلى بَرَكةَ فأكرَمَهُ وقَدَّمَهُ على عَسكَرٍ، ولم يَزَلْ كذلك إلى أنْ ماتَ بَرَكةُ واستمرَّ عندَ مَنْكُوتَمرَ إلى أنْ أدرَكَهُ أجلُهُ.

وخَلَّفَ عِزُّ الدِّينِ منَ الأولادِ الملكَ المَسعودَ، تَركَهُ في خدمةِ مَنْكُوتَمرَ بصوداقَ، ووَلدَيْن آخرَيْنِ عندَ ملكِ الأشْكَرِ في اصْطَنبولَ لا يَعرفانِ الإسلام.


(١) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٣/ ٦٦، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٢٤٧، والوافي بالوفيات ٢٤/ ٣٨٤، وعقد الجمان ٢/ ٢١٣، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ١٣٦. وجعل وفاته سنة (٦٧٧ هـ).
(٢) كذا في ذيل مرآة الزمان، وفي تاريخ الإسلام: "سوداق" بالسين المهملة، وإبدال السين من الصاد سائغ في اللغة، كثير الورود كالسِّراط، والصِّراط، والسَّقر والصَّقر، وقد تقدم ذكرها.
(٣) يعني: كيقباذ.
(٤) عاصمة بلاد الروم وهي التي عرفت بإسطنبول مشهورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>