للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومَولدُه سنةَ خَمْسٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة تقريبًا.

وكانَ من أولادِ الفُضلاءِ الأُدباء. رَوَى عنهُ الدِّمْياطيُّ من شِعْرِه (١)، ولهُ مَدْحٌ في ابنِ المُسْتَوفي (٢) وغيرِه، وسَمِعَ منِ ابنِ عِماد.


= المنهل الصافي عن القطب الحلبي في تاريخه: "كان إمامًا، فاضلًا، زاهدًا، ولي نيابة الحكم ببلبيس عن أبي المحاسن السِّنْجارِي ثم عزل. وقرأ القرآن على السِّنْجارِي، وسمع بإربل ودمشق وسمع من أبي يعقوب يوسف بن محمد الشّاوي، وحدث سمع منه الأبِيْوَرْدِيّ، وشيخنا أبو محمد الدمياطي، وفخر الدين عثمان ابن الظاهري". وقال: ذكره الإمام شهاب الدين محمود في تاريخه وأثنى عليه وقال: ومن شعره ما أنشده للملك الصالح، وقد تحدث في أحكام النجوم والعمل بها لنفسه:
دعَ النُّجومَ لطُرْقِيِّ يَعِيشُ بها … وبالعَزِيمةِ فانْهَضْ أيُّها المَلِكُ
إنَّ النَّبيَّ وأصْحابَ النَّبيِّ نَهَوا … عَنِ النُّجومِ وقد أبْصَرْتَ ما مَلَكُوا
(١) معجم الدمياطي قال: "أنشدنا طه بن إبراهيم بدار الوزارة من القاهرة لنفسه يخاطب الملك الصالح" وأنشد البيتين المذكورين وغيرهما.
(٢) المبارك بن أحمد أبو البركات، تقدم ذكره. قال ابن الشَّعّار في قلائد الجمان: جمعتني وإياه حضرة الصاحب أبىِ البركات، واجتمعنا ليلة أخرى في مجلس الصاحب شرف الدين. وقال ابن الشعار أيضًا: ولما حبس الصاحب شرف الدين أبو البركات ابن موهوب أنشد طه المذكور هذين البيتين:
أقولُ لصاحِبي يا صاحِ قَوِّضْ … خِيامَكَ نَرْتَحِلْ نحوَ الشَّامِ
فقد عُزِلَ ابنُ مَوهوبٍ ووَلَّى … وما بعدَ المُباركِ مِنْ مَقامِ
ثم سافر إلى الشام وكتب إلى شرف الدين، وهو في الحبس كتابًا صدره بهذه الأبيات مختار منها:
ألإربِلَ الغَرّاءَ تَطْلُبُ أوْبَتِي … هَيهاتَ فارَقْتِ الجُسُومُ الرُّوسَا
كيفَ الرُّجوعُ إلى مَغانِي بَلْدةٍ … فارَقْتُ ماجِدَها بها مَحْبُوسَا
كَبُرَتْ عَزائِم أهْلِهامِن بِرِّه … فوَشَوا به للظّالِمينَ رَئيسَا
باعُوا بدُنْيا دِينَهُمْ وتَخَيَّرُوا … جَهْلًا على صَدْرِ الهَوَى قِسِّيسَا

<<  <  ج: ص:  >  >>