كتاب تاريخ البرزالي المقتفي لتاريخ أبي شامة - ت العثيمين

٦٨٠ - صفر - ج: 2 - ص: 174

وعندَهُ مُشاركةٌ في الفَضِيلة، وعُرِضَتْ عليه بعْلَبَكّ (١) فلم يَرَ مُفارقةَ بلدِه، وكانَ من حَسَناتِ الزَّمانِ، معَ الدِّيانةِ والتَّقْوى.

مَولدُهُ في أواخرِ سنةِ سَبْع وستِّ مئة ببلدِ الزَّبَدانِيِّ (٢).

وحُضُورُه على ابنِ مُلاعبٍ في سنةِ عَشْرٍ وستِّ مئة وهو في الرّابعة. ووفاةُ والدِهِ القاضي المُهَذَّبِ في أواخرِ سنةِ ستَّ عَشْرةَ وستِّ مئة، وعُمُرُهُ ستُّونَ سنةً.

وحَدَّثَ القاضي النَّفيسُ المذكورُ بالجُزْءِ الأوَّل من "حديثِ بِشْرِ بنِ مَطَرٍ" (٣) عن ابنِ مُلاعب، قَرَأهُ عليه الوَجيهُ السَّبتِيُّ سنةَ سَبْعٍ وستِّين وستِّ مئة. وقُرِئَ عليه بعدَ ذلك مرّات. وسَمِعْتُهُ عليه بدمشقَ قبلَ موتِه بشَهْرَين.

٧٧١ - وفي العَشْرِ الأوسطِ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ بهاءُ الدِّينِ سلامةُ (٤) بن سُلَيمانَ بنِ سلامةَ الرَّقيُّ، بالمَقْسِ ظاهرِ القاهرة، وقد ناهَزَ ثمانينَ سنةً.

---

(١) بعد وفاة قاضيها صدر الدين عبد الرحيم بن نصر بن يوسف (ت ٦٥٦ هـ).
(٢) معجم البلدان ٣/ ١٣٠، قال: "بفتح أوله وثانيه ودال مهملة وبعد الألف نون ثم ياء مشددة كياء النسبة: كورة مشهورة معروفة بين دمشق وبعلبك". ويراجع: الروض المعطار ٢٩٦.
(٣) بشر بن مطر الواسطي، أبو أحمد الدقاق (ت ٢٦٢ هـ). ترجمته في: تاريخ واسط ٢٨٦، وثقات ابن حبان ٨/ ١٤٥، والجرح والتعديل ٢/ ٢٦٨، وتاريخ مدينة السلام ٧/ ٥٦٧، وحديثه في الظاهرية، وهو منشور في المكتبة الشاملة منذ سنة ٢٠٠٤ م.
(٤) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ١١٠، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣٩٠، والوافي بالوفيات ١٥/ ٣٢٩، وبغية الوعاة ١/ ٥٩٣. والرَّقِّي: منسوب إلى الرَّقّة مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حران ثلاثة أيام، معدودة في بلاد الجزيرة. معجم البلدان ٣/ ٥٨، والروض المعطار ٢٧٠، والأعلاق الخطيرة ٣/ ١/ ٦٩، وبلدان الخلافة الشرقية ٤١، ٤٧.
قال السيوطي: "قال ابن مكتوم: "كان من أجل تلاميذ الجمال ابن مالك وأكبرهم، وكان يجلس للشهادة في المقسم ويقرئ به النحو، وكان صالحًا، سليم الصدر، حسن الأخلاق، على طريقة شيخه ابن مالك في عدم احتمال من ينازعه في الكلام، وعنده توقف في العبارة وعدم انطلاق، وكان ابن مالك يعظمه جدًّا، ويثني عليه، ويصفه بالفضل، وقرأ جماعة تصريف ابن الحاجب على الضياء صالح الفارقي فحضرته الوفاة فأوصاهم أن يكملوه على البهاء هذا، وقال: هو بقية المشايخ".
أقول -وعلى الله أعتمد-: نسخته المصححة من التسهيل في النحو لابن مالك عند أبي حيان.