للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ونهرِ الشَّريعة، وهو راجعٌ من ديارِ مصرَ إلى دمشقَ، وحُمِلَ إلى ظاهرِ دمشقَ، فصُلِّيَ عليه بُكرةَ الخميسِ ثالثَ عَشَرِ الشَّهْرِ خارجَ بابِ النَّصْر (١)، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.

٧٧٤ - وفي ليلةِ الخميسِ ثالثَ عَشَرَ شهْرِ ربيع الآخرِ تُوفِّي الشَّيخُ مَجْدُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ العزيز (٢) بنُ الحُسَين بنِ الحَسَنِ بنِ إبراهيمَ الخليليُّ الدّاريُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

ومَولدُهُ في حادي عَشَرَ رَجَبِ سنةَ تسع وتسعينَ وخَمْس مئة بمصرَ. وكانَ رجلًا كثيرَ الدِّينِ والتَّعبُّد، وقَصْدِ المَزارات، حَسَنَ الظَّنِّ بالفقراءِ والصّالحين، يَبَرُّهُم ويُحْسِنُ إليهِم ويَخدِمُهُم بنفسِه، ولهُ وَجاهةٌ وثروةٌ، وعندَهُ مَكارمٌ وحُسْنُ مُحاضرةٍ بالحكاياتِ والنَّوادر، وعلى ذِهْنِهِ منَ التَّواريخ وأيام النّاسِ قِطعةٌ صالحةٌ. وكانَ يكتُبُ عن نَفْسه: عَتيقُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فسُئِلَ عن ذلك، فقال: أصابَني خُرّاجٌ، واشتَدَّ عَلَيَّ الألم، فرأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المَنام، فسألْتُهُ أنْ يَدعُو لي، فوَضعَ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ الكريمةَ الشَّريفةَ على مكانِ الألم، فانتَبَهْتُ وقد حَصلَتِ العافية.

سَمِعَ كتابَ "الشِّفا" للقاضي عِياضٍ على ابنِ جُبَيْرٍ في سنةِ تسع وستِّ مئة بمصرَ. وسمِعَ ببغدادَ سنةَ عشرينَ وبعدَها منَ الفَتْح بن عبدِ السَّلام، وعُبَيدِ الله بن عليِّ بنِ نَغُوبا، وزيدِ بنِ يحيى بنِ هِبةَ، والحَسَنِ ابنِ الجَوالِيقيِّ،


(١) في هامش الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) ٣٠ عن باب الجنان: "في الشمعة المضيئة ١١، ويقال له: باب النصر، وباب دار السعادة".
(٢) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ١١١، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣٩٣، والعبر ٥/ ٣٢٩، والوافي بالوفيات ١٨/ ٤٧٣، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٩٦، والمنتخب المختار ١٠١، وذيل التقييد ٢/ ١٢٥، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ٢٣٩، والشذرات ٥/ ٣٦٦ (٧/ ٦٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>