للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبي الكتائبِ بنِ أبي العَشائرِ الفارِقيُّ الشّافعيُّ، وصُلِّيَ عليِه من يومِهِ بالجامع وَقْتَ العَصْر، ودُفِنَ بمَقابرِ الصُّوفيّة.

وكانَ مُدرِّس الظّاهريّة، ذَكَرَ الدَّرسَ في هذا اليوم ودَخلَ إلى مَسكنِهِ بها على العادة، فدَخلَ عليه شَخْصانِ ممَّن كانَ يَلوذُ به، فخَنَقاهُ لأجلِ مالِه وخَرَجا.

وكانَ شيخًا جليلًا فاضِلًا، شيخَ الأدبِ في زمانِه. ورَوَى لنا الحديثَ عنِ ابنِ باقا، وابن الزَّبِيدِيِّ. وظَهرَ سماعُهُ بعدَ وفاتِه على فَخْرِ الدِّينِ ابن تَيميّةَ بحَرّانَ في سنةِ إحدى وعشرينَ وستِّ مئة.

ومَولدُهُ في سنةِ ثمانٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة بميّافارِقِينَ.

سَمِعَ عليه شيئًا من نَظْمِه الشَّيخ تاجُ الدِّينِ القُرطبيُّ والنَّجِيبُ نَصْرُ الله ابنُ الصَّفّار، وجماعةٌ منَ الطَّلبة. وكَتبَ عنهُ الدِّمياطيُّ في "معجمِه". وكانَ مُشاركًا في أكثرِ العلوم، ولهُ الشِّعْرُ الرّائق، وهو حَسَنُ المُذاكرة، مَليحَ المُحاضَرة، لهُ مَعرفةٌ بالتَّفسيرِ وعِلْم البَيان والبَدِيع. ودَرَّسَ أيضًا بالمدرسةِ النّاصِريّةِ مُدّةَ سِنين (١).

١٣٠٢ - وفي ليلةِ يوم عاشوراء تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ رَشِيدُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ (٢) بنُ عبدِ الحقِّ بنِ مكِّيِّ بنِ صالح بنِ سُلْطانَ القُرَشيُّ، ابنُ الرَّصّاص، بمِصْرَ، ودُفِنَ منَ الغَد.

سَمِعَ من ابنِ باقا، وابنِ عِماد، وابنِ دِحْيةَ، وابنِ الصَّفْراوِيِّ، وغيرِهِم.

ومَولدُهُ يومَ تَسَلَّمَ المسلمونَ دِمْياطَ وهُو العشرونَ من رَجَبٍ سنةَ ثمان عَشْرةَ وستِّ مئة بالقاهرة. ومن مَسمُوعاتِه "مسندُ الحُمَيديِ" على ابنِ عِماد.


(١) ودرس أيضًا في المدرسة الشريفية كما في الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) ٢٤٤، ٢٤٦.
(٢) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٤٢. قال: "وله أخ اسمه جمال علي، حدث عن ابن باقا، وأجاز في سنة أربع وسبعين وست مئة".

<<  <  ج: ص:  >  >>