للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القائل: فعلْتُه أول يوم إلا بإضافةٍ إلى عام معلوم، أو شهر معلوم، أو تاريخ معلوم، وليس هاهنا إضافة في المعنى إلا إلى هذا التاريخ المعلوم، لعدم القرائن الدَّالة على غيره من قرينة لفظ أو قرينة حال، فتدَّبْره ففيه مُعْتَبرٌ لمن ادَّكر، وعلْمٌ لمن رأى بعين فؤاده واستبصر، والحمد لله.

وليس يُحتاج في قوله: {من أوَّل يوم} إلى إضمارٍ، كما قدَّره بعض النُّحاة: من تأسيس أول يومٍ، فراراً من دخول (مِنْ) على الزَّمان.

ولو لُفظ بالتَّأسيس لكان معناه: من وقت تأسيس أوَّل يوم. فإضماره للتأسيس لا يفيد شيئاً. و (مِنْ) تدخل على الزمن وغيره، ففي التَّنْزيل: {من قبلُ ومن بعدُ} (١) والقَبْل والبَعْدُ زمان.

وفي الحديث (٢): «ما من دابَّةٍ إلا وهي مُصيخةٌ يوم الجمعة من حين تطلعُ الشَّمس إلى أنْ تَغْرُبَ».

قال النابغة (٣):

تُورِّثْنَ من أزمانِ يومِ حليمةٍ … إلى اليوم، قد جُرِّبْنَ كل التَّجارِبِ

وبين (مِنْ) الداخلة على الزمان، وبين (منذ) فرق بديع. انتهى (٤).

عن عاصم بن سويد (٥) عن أبيه قال: كان مسجد قباء على سبع أساطين،


(١) سورة الروم آية رقم: ٣.
(٢) جزء من حديث طويل عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: أخرجه مالك في (الموطأ)، في الجمعة، باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة، رقم: ١٦، ١/ ١٠٨، وأبو داود في الصلاة، باب تفريع أبواب الجمعة، رقم ١٠٣٩، ٢/ ٨٣، وغيرهما.
(٣) هو الذبياني، والبيت في (ديوانه) ص ١١ من قصيدة يمدح بها عمرو بن الحارث الأصغر، وفي الروض الأنف ٢/ ٢٤٦، مغني اللبيب ص ٤٢٠.
(٤) هنا نهاية كلام السهيلي.
(٥) عاصم بن سويد بن عامر بن يزيد، الأنصاري، من أهل المدينة، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه محمد بن الصباح، وعلي بن الحجر السعدي. وثقه ابن حبان وغيره. الثقات لابن حبان ٧/ ٢٥٩، التاريخ الكبير ٣/ ٢/٤٨٩.
وأبوه سويد، تابعي مدني، سمع الشموس بنت النعمان ولها صحبة، وروى عنه مُجمِّع بن يحيى الأنصاري ويروي سويد أحاديث مرسلة، وهو ثقة. الثقات لابن حبان ٤/ ٣٢٤،
التاريخ الكبير ٢/ ٢/١٤٦.
وذكره ابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ٣٣٨، وقال: لا تعرف له صحبة.