للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الغبار، وقال: لو كنتَ بأفقٍ من الآفاق لضربنا إليك أكباد الإبل.

وذكر ابن أبي خيثمة (١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسسه كان هو أوَّلَ [مَنْ] وضع حجراً في قِبلته، ثمَّ جاء أبو بكر رضي الله عنه بحجر فوضعه، ثمَّ جاء عمر رضي الله عنه بحجرٍ فوضعه ثمَّ إلى حجر أبي بكر رضي الله عنه، ثمَّ أخذ النَّاس في البنيان.

وروى الخطابيُّ (٢) عن الشَّموس بنت النعمان (٣)

قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صَهَره إلى بطنه فيضعه، فيأتي الرجل يريد أن يُقِلَّه فلا يستطيع حتى يأمره أن يدَعه، ويأخذ غَيره.

يقال: صهره وأصهره: إذا ألصقه بالشيء، ومنه اشتقاق الصِّهْر في القرابة.

وروى الزبير بن بكَّار (٤) عن عتبة بن وديعة (٥) عن الشَّموس بنت النعمان، وكانت من المبايعات، قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤسس المسجد


(١) أحمد بن أبي خيثمة، صاحب (التاريخ الكبير) الكثير الفائدة، سمع أباه، وأبا غسان النهدي، وأحمد بن حنبل، وروى عنه ابنه محمد الحافظ، وأبو القاسم البغوي، وكان ثقة عالماً، متقناً حافظاً، بصيراً بأيام الناس، راوية للأدب. مات سنة ٢٧٩ هـ. تاريخ بغداد ٤/ ١٦٢، معجم الأدباء ٣/ ٣٥، سير أعلام النبلاء ١١/ ٤٩٢، ونحو هذا الحديث أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ١/ ٤٠٢، البزار في مسنده ١/ ٤٣٠ (٣٠٣).
(٢) في كتابه غريب الحديث ١/ ٦٦٢، ورواه الطبراني أيضاً في المعجم الكبير ٢٤/ ٣١٨ (٨٠٢). والخطابي: تقدمت ترجمته.
(٣) صحابية مدنية، كانت من المبايعات، وحضرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسس مسجد قباء، روى عنها عتبة بن وديعة. أسد الغابة ٦/ ١٦٥، الإصابة ٤/ ٣٤٣.

… صهره: قرَّبه وأدناه. القاموس (صهر) ص ٤٢٧.
(٤) في كتاب (أخبار المدينة) كما ذكر ابن حجر في الإصابة ٤/ ٣٤٣، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢٤/ ٣١٧، وانظر (الأحاديث الواردة في فضائل المدينة) ص ٥٣٠.
(٥) تابعي، له رواية عن الشموس بنت النعمان، كذا ذكره ابن عبد البر في (الاستيعاب) وابن حجر في الإصابة في ترجمة الشموس، ولم يزيدا.