للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أو نقولُ: حكمُ الزيارةِ صفةٌ مرتبطةٌ بثبوتِ وصفِ الإيمانِ، ثمَّ مَنْ ثبتَ لهُ الإيمانُ ثبتَ لهُ وصفُ الأخوةِ، ومنْ ثبتَ لهُ وصفُ الأخوةِ صحَّ فعلُ الزيارةِ لهُ على كلِّ حالٍ، وفي كلِّ زمانٍ، دنيا وآخرةٍ، لاسيَّمَا مع ثبوتِ حياةِ المؤمنينَ (١). وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ عَادَ مَريضاً أَوْ زَارَ أَخاً لَهُ في الله تعالى .. » (٢) الحديث، وقولِه حكايةً عن الله تعالى: «وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فيَّ» إلى قوله: «والمُتَزَاورِين فيَّ» (٣) ما يُؤيِّدُ ما ذكرناهُ، وبالله التوفيقُ.

الخامس: ما رُوِّيناهُ من عندِ البخاريِّ، عن عمرو بن ميمونِ (٤) [الأَوْدي] (٥)

قال: رأيتُ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه قالَ: يا عبدَ اللهِ بن


(١) وهي حياة برزخية لها أحوالها الخاصة فعليها لايقاس.
(٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وتكملته: «ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً».
… وأخرجه الترمذي، في البر والصلة، باب ماجاء في زيارة الإخوان، رقم ٢٠٠٨،٤/ ٣٦٥، وابن ماجه في الجنائز، باب ماجاء في ثواب من عاد مريضاً رقم ١٤٤٣.
… قال الترمذي: هذا حديث حست غريب.
(٣) مسند الإمام أحمد ٥/ ٢٣٣. عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.
(٤) هو عمرو بن ميمون الأودي الكوفي، الإمام الحجة، أدرك الجاهلية وأسلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره. وسمع من معاذ بن جبل في اليمن،. توفي سنة ٥٤ هـ. وقيل غير ذلك. الطبقات الكبرى ٦/ ١١٨، الأنساب للسمعاني ١/ ٢٧٧.
(٥) الأودي: بفتح الألف وسكون الواو-هذه النسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مَذْحِجٍ، الأنساب للسمعاني ١/ ٢٢٦. وقد جاء في الأصل (الأزدي) وهو خطأ.