للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُصمِّماً. فحاصرهم وقاتلهم، ودافعهم ونازلهم، إلى أنْ دبَّ إليها، واستولى عليها. وخرج الأمير أبو نُمي منها، وصدق

عزم جماز مكة ولم يَحِنْها (١)، واستقرَّ فيها مدَّةَّ

حاكماً، وصار الخمول متكامناً، والسَّعدُ متراكماً، ثمَّ ردَّ الله تعالى مَكَّةَ إلى أبي نُمي، وجمع الزمان بين غَيْلانَ ومي (٢)، وعاد جَمَّاز إلى محلِّ ولايته، باسطاً على المدينة ظِلَّ رايته.

وكانت ولايتُه وراثةً عن والده، ومنه كان تَهيّأ له تناول مقالده، ولكن لم تَصفُ له إلا بعد هزاهز (٣)، ومنازعاتٍ بينه وبين مالكٍ وعيسى وغيرهما من ذوي قرابتهم الجمامز، كما ذكرناه في ترجمة شيحة مطَّولاً وبينَّاه مجملاً ومفصَّلاً.

وكان جمَّاز ذا رأي صليد (٤)، وقلبٍ نجيد (٥)، وجأشٍ جليد (٦)، وسَماحٍ على ذوي قرابته عظيم، وعطاءٍ إلى بني عمِّه عميم، ولم يزل يَبَرُّهم بالإنعام الجزيل، ويغمرهم/٤٦٧ بالنَّوال الحفيل، إلى أنْ استمال قلوبَهم، وملك بجوده غالبَهم ومغلوبَهم.

وكان أولاده أحد عشر ولداً كأنَّهم أسود، منهم: منصور، وسند، ومقبل، ووُدَي، وقاسم، وراجح، ومبارك، وثابت، ومسعود.

وكان له من الإخوة ثمانية يَخْطِمون ببأسهم المَخاطِم (٧)، منهم: منيف،


(١) يحنها: يهلك أهلها، والحَيْنُ: الهلاك. القاموس (حين) ص ١١٩٢.
(٢) غيلان هو اسم الشاعر المعروف بذي الرُّمة، كان من عُشِّاق العرب، وصاحبته ميَّة. الشعر والشعراء ص ٣٥١.
(٣) الهزاهز: تحريك البلايا والحروب الناس. القاموس (هزز) ص ٥٢٩.
(٤) الصليد: الصلب والبريق أيضاً، وكلاهما محتمل هنا. القاموس (صلد) ص ٢٩٣.
(٥) نجيد: شجاع. القاموس (نجد) ص ٣٢١.
(٦) جليد: قويّ. اللسان (جلد) ٣/ ١٢٤.
(٧) المخاطم، أي: يضربون الأنوف. القاموس (خطم) ص ١١٠٤. المعنى: يضربون الأنوف.