للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأثقالها رصاصا، والطَّعام والعجين وغيره، وهذه الحركة تكفيه إنْ شاء الله تعالى ذخيرةً ليوم حسابه عند الله تعالى، حقن دماء المسلمين ودفع الأذى عنهم.

وكان السَّلطان بُو سعيد تزوَّج بابنته بغداد (١)، وكان ابنه دمشق قائداً لعشرة آلاف فارس، فزالت دولتهم، وزالت سعادتُهم، وتنمَّرَ لهم بُو سعيد، وقتل دمشق خواجا ولده /٤٧٢، وهرب أبوه إلى هراةَ مستجيراً فآواه (٢)، ثم أدخله القلعة، ثم أشار عليه بعض المفسدين بقتله فقتله، ونُقل في تابوتٍ إلى بغداد في سابع عشر شوال سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وصُلِّي عليه في المدرسة المستنصرية، فُعل ذلك بإشارة ابنته بغداد خاتون.

وسُلِّم إلى أمير الرَّكب العراقي بمرسوم السلطان بو (٣) سعيد، ليأخذه معه إلى الحجاز الشَّريف، ويدفنه في تربته التي بناها في هذه المدرسة تحت الشُّبَّاك الذي يَستنشق من الحُجرة النَّبوية الرَّوح والرَّيحان، ويتنعَّمُ من شَميم فوائح جوِّها تنسُّم الرَّوض والرِّضوان. فلمَّا وصلوا به إلى عرفات، وقفوا به الوقفة، وحملوه في مَحْمِل السُّلطان بو سعيد ودخلوا به ليلاً إلى مكة شرَّفها الله تعالى، وطافوا به حول البيت، وصلَّوا عليه، ثمَّ حملوه معهم إلى المدينة، فلمَّا أرادوا أنْ يدفنوه في تربته ما مكَّنهم صاحب المدينة حتى يشاور الملك النَّاصر. هكذا ذكره بعض المؤرِّخين.

وقال صلاح الدِّين الصفديُّ (٤): لما جَهَّزَتْ ابنته بغداد تابوته ليدفن في


(١) بغداد ابنةجوبان، كانت زوجة للشيخ حسن قبل أن يأخذها منه بو سعيد ويتزوجها عنوة. وبقيت عنده إلى أن توفي، ثم قتلت سنة ٧٣٦. الدرر الكامنة ١/ ٤٨٠.
(٢) والي هراة. الوافي للصفدي ١١/ ٢٢١.
(٣) في الأصل: (أبي)، والصواب المثبت.
(٤) الوافي ١١/ ٢٢١. وصلاح الدين الصفدي: هو خليل بن أيبك بن عبدالله، الأديب ولد سنة ٦٩٧ أو ٦٩٦ وأخذ عن القاضي بدر الدين بن جماعة والتقي السبكي وأبي عبدالله الذهبي وغيرهم. توفي بدمشق سنة ٦٤ هـ، الدرر الكامنة ٢/ ٨، شذرات الذهب ٦/ ٢٠٠.