للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بها من كذب، وكذلك النقلُ /٢٦ عن أصحابه وفقهاءِ مذهبه خلفاً عن سلَف، وهلمَّ جرّاً.

ومذهبُ الإمام القدوة أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله معروفٌ في ذلك مشهور (١)، وتصريحه بذلك عنه منقول مأثور.

وهؤلاء الأئمة الأربعة هم المشهورون، المأخوذُ بأقوالهم، المعمولُ بمذاهبهم شرقاً وغرباً، المتبوعون لجميع أهل الإسلام بُعْداً وقُرْباً، ولو كان القول بذلك مذهبَ واحدٍ منهم لكان كافياً، وللوارد الظمآن مَعيناً صافياً، فكيف وأربعتهم قد اتفقوا عليه، واستبقوا إليه؟! بل وعُدِّد لك جملةُ العلماءِ المجتهدين من المتقدمين والمتأخرين، بل وعليه إجماعُ (٢) عمومِ المسلمين، وكافَّةِ المؤمنين، من أمة خير المرسلين، هذا مع نصوص القرآن العظيم، والأحاديث الصحيحة عن النبي الكريم.

وهذا بيانٌ قد محا كلَّ شبهةٍ … وأظهرَ أقمارَ الأدلةِ طُلَّعا

وقد لاحتِ الأنوارُ مِنْ كلِّ جانبٍ … ونادى منادي الحقِّ جهراً فأسمعا (٣)

* * *


(١) المغني لابن قدامة ٣/ ٤٧٧.
(٢) ليس هناك إجماع والحق لاينظر إليه بالكثرة إن وجدت بل ماوافق السنة أخذنا به وماخالفها تركناه، وقد سبق بيان بطلان مانسب للإمام مالك قريباً.
(٣) لعل هذين البيتين للمؤلف، ومما يرجح ذلك أنه ذكرهما بعد استطرادات واستدلالات وبيان مجموعة من الأدلة التي تؤيد ما يريد تقريره، فكأنه خلص إلى النتيجة التي أراد، فأنشأ قائلاً البيتين.