للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أول من يظهر يوم البعث (١)، وأولُ من تنشق عنه الأرضُ (٢)، وأول من يُجِيزُ (٣) على الصراطِ (٤)، وأول من يَقْرَعُ بابَ الجنة فيُفتحُ (٥).

فلما كان له صلّى الله عليه وسلّم هذا الظهورُ، في يوم النُّشور، ويعلو فيه نورُه على كل نور، نَاسَبَ أن يكون ضريحُه في دار الدنيا أشهرَ مَزُور، وأعرفَ من كلِّ أمر معروفٍ مشهور، لا تَملُّ زيارتَهُ الأُمَّةُ بِتَمَلْمُلِ المَلَوَين (٦) مدى الدُّهُورِ، ولا

يَبْلَى شَأْنُهُ بِتجدُّد الأَجدَّيْن (٧) ما تَعَاقَبَتِ الأَحْيَانُ والعُصُور.

الثاني: لَمَّا كان صلّى الله عليه وسلّم إمامَ النبيين وقائدَهم، وَرَئيسَ المرسلين وسيدَهم، حتى لو كانوا معاصرِيه لَمَا وَسِعَهُم إِلاَّ أنْ يكونوا تُبَّاعاً، ولم يعاملوه إلا اقْتِفَاءً واقْتِدَاءً واتباعاً، وكذلك في غَيْبَتِه، يلتزمُون سلوكَ الأدبِ في مِلَّتِه، كما أن عيسى يَنْزِلُ ويصلي خَلْفَ رَجُلٍ من أمتهِ (٨)؛ فكان من المناسب أن يكون


(١) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع»، أخرجه مسلم، في الفضائل، باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق، رقم:٢٢٧٨.
(٢) انظر: التعليقة السابقة.
(٣) يُجِيز لغة في: يجوز، يقال: جاز وأجاز بمعنى. النهاية لابن الأثير ١/ ٣١٥.
(٤) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يُجِيزُ» … أخرجه مسلم في حديث طويل في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، برقم:٢٩٩.
(٥) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم … «أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة»، أخرجه مسلم، في الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا أول الناس يشفع في الجنة»، برقم:٣٣١.
(٦) المَلَوان: الليل والنهار، أو طرفاهما. القاموس (ملو) ص ١٣٣٥.
(٧) الأَجَدَّان: الليل والنهار. ومثله: الجديدان. المرجع السابق (جدد) ص ٢٧١.
(٨). انظر: صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب نزول عيسى ابن مريم حاكماً بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،١/ ١٣٧، رقم:٢٤٧. عقد الدرر في أخبار المنتظر ٢٩٢.