للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السلطان وقرَّر طفيلاً على الولاية، وبعث إليه بالخِلعة والتَّقليد.

واستمرَّ حاكماً على طريقةٍ رضية، ومآثر بَهية، إلى سنة خمسين وسبعمائة، فصدرت منه أشياءُ عن سوءِ تدبير بعض الوزراء، فَعُزل لذلك، وَوُلي سعد (١) بن ثابت بن جمَّاز.

فلمَّا كان في ذي القعدة جمع طفيلٌ جميع آل منصور وكثيراً من العرب وعزم على منع سعد من دخول المدينة، فاستنجد سعدٌ بأُمراء الركب الشَّامي، فامتنعوا عن المساعدة إلا بعد مراجعة السلطان فقوَّض سعد عن البركة، وبعث إلى السلطان يستأذنه في ذلك.

فلمَّا كان سادس عشر ذي الحجة جاءه قاصد طفيل من مكة يخبر آل منصور بأنَّ مرسوم السلطان ورد إلى جميع أمراء الحُجَّاج بمساعدة سعدٍ وتمكينه في المدينة، فانزعج آل منصور لذلك، واتفقوا على نَهْب المدينة، وكان طفيلٌ لذلك كارهاً، لكنَّه غُلب على رأيه.

فنهبوا المدينة، وأخذوا جميع بضائع الحاج، ولم يسلم منه شيءٌ إلا النَّادر، ونَهبوا دُور الخُدَّام والمدارس، وخرجوا جميعُهم من المدينة، فجلست حينئذ هِميان بنتُ مبارك بن مقبل في شُبَّاك الإمارة بالقلعة، وحكمت في المدينة يوم السبت ويوم الأحد. ثمَّ وصل محمد بن مقبل بن جمَّاز، ودخل سعد يوم الثَّلاثاء وقرأ منشورَه، واستقر وابتدأ في عمل الخندق الذي حول السُّور، ومات ولم يكمله، وأكمله فضل (٢) في ولايته.

ولمَّا كان في أوَّل عام اثنين وخمسين توجَّه طفيل إلى مصر فغضب عليه


(١) تقدمت ترجمته في حرف السين.
(٢) تأتي ترجمته في حرف الفاء.