للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

افتقار، ووقار وحشمة ورياسة وأدب دون نصيف (١) مُدِّها الأحمال والأقار، ناب في الحكم سنين عديدة، وعتيدة (٢) عوارفه لجميع الناس عتيدة (٣)، إليه يشار في حفظ الأواصر، وعليه بادئ بدء تعقد الخناصر، ويغضب لدين الله ونصره حيث لا معين ولا ناصر، طنَّ بذكره البلاد من اليمن إلى العراق ومن أم خِنَّور إلى خُناصر (٤)، وحنَّ إلى لُقي ما شاع عنه من غزارة الفضل وطيب العناصر.

ومن شعره ما أنشدنيه مشافهة (٥):

/٥٠٠ بفضل الإلهِ مالك المُلكِ غافرِ … مُقسِّم أرزاق العباد وقاهرِ

تقسَّمت الأوطان بين المعاشرِ … فكان نصيبي كابراً بعد كابرِ

مدينةَ خير الرُّسل مَهْبِط وَحْيهِ … سقاها إلهي ماطراً بعد ماطرِ

ومدَّ عليها وَبْلَهُ وسيوله … فَيَغْدَوْدِق (٦) الوادي بأُحْدٍ وحاجرِ (٧)

وتزهو تلاعٌ بالعقيقِ وزهوها … وسلع إلى السقيا إلى سفحِ عايرِ (٨)


(١) النصيف: لغةٌ في النصف. القاموس (نصف) ص ٨٥٦.
(٢) العتيدة: الحُقَّةُ يكون فيها طِيب الرجل والعروس. القاموس (عتد) ص ٢٩٧.
(٣) العتيدة هنا بمعنى: مهيَّأة حاضرة. قال في القاموس: العتيد: الحاضر المهيأ (عتد) ص ٢٩٧.
(٤) أُم خِنَّور: بفتح أوله وتشديد ثانيه اسم لمصر، وخُناصر: بلدة بالشام. معجم ما استعجم ١/ ٥١١.
(٥) القصيدة في نصيحة المشاور ص ٢٧٤.
(٦) اغدودق المطر: كَثُرَ قَطْرُه. القاموس (غدق) ص ٩١٤.
(٧) حاجر: موضعٌ بالمدينة، يقع غرب وادي بُطحان. تقدم في الباب الخامس، حرف الحاء.
(٨) جبل عائر: أحد حدود حرم المدينة، ففي صحيح البخاري «المدينة حرم مابين عائر إلى كذا» أخرجه من حديث علي رضي الله عنه مرفوعاً البخاري، في فضائل المدينة، باب حرم المدينة، رقم:١٨٧٠، ٤/ ٩٧. وورد بلفظ (عير) ينظر الباب الخامس.