للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووادي قناة يا له كم به ثوى … شهيدٌ كعبدِ الله والدِ جابرِ

وبئرِ أريسٍ مع قباءَ ورامةٍ … بها طبتُ في وقتٍ من الهمِّ شاغرِ

وفي خَيْفِ بُطْحَانِ السعيد مساجدٌ … تُرى بين نخلٍ كالنجومِ الزواهرِ

دعا المصطفى فيها ففرّ عداتُه … وكانت قلوبُ القومِ عند الحناجرِ

كريمُ مقاماتٍ تجلَّت بقاعُها … بها أمنُ عاصٍ من مقيمٍ وزائرِ

كَلِفتُ بها حتى ألفتُ جمالَها … وحتى بدا مني خفيُّ الضَّمائرِ

وكنتُ إلى الراحاتِ ترتاحُ مهجتي … وتهذي بربَّاتِ الخدورِ السواحرِ

وألهو إذا وقتي خلا من مُنغِّصٍ … بإخوان صدقٍ نزهةٍ للمحاضرِ

فبعد الصبا عفتُ الهوى ومزاحه … وقلتُ: أيا نفسي كفى أنْ تكابري

فنكِّبْ إذنْ عن عَزَّةٍ وسعادِها … وحاشاك أن تهوى كحيلَ المحاجرِ

ودعْ عنك لبنى واستماعَ غنائها … وأقبلْ على الأخرى بقلبٍ وخاطرِ

فلو نظرتْ سُعدى إليَّ تعجبت … وقالت بمن اعتاض عني مسامري

ألم تعلمي أني تعوَّضت طيبةً … فلا تطمعي في العود يا أمَّ عامرِ

تبدَّلتُ من كلِّ البلادِ بأسرها … بلادَ رسولِ الله أبركِ طاهرِ

فما مثلها عندي شبيهٌ لذاتها … سوى مكَّة سادَتْ بتلك المشاعرِ

فضائلُ صحَّت في الصحاحِ لطيبةٍ … فخذها بقلبٍ واستمعها لآخرِ

شهيدٌ لنا أو شافعٌ سيد الورى … لصبرٍ على لأوائِها المتكاثرِ

كذاك لمن وافى بها مثل هذا له … ليهن بوعد من صدوق لشاكر

وكم صحَّ في أخبارها من فضائلٍ … فمن تُربِها للداءِ دفعُ الضَّرائرِ

حباها بمثلَيْ ما دعاه لمكَّة … فجاور وطِبْ نفساً بهذي المفاخرِ

/٥٠١ وذلك ضِعفُ الضِعفِ صدق محققٌ … فكن قانعاً فيها بقوتٍ وصابرِ

وكم من كراماتٍ تجلَّت لأهلها … بلفظٍ رُوينا مسندٍ متواترِ

فمن سعدِكم يا نازلين جواره … تحّوُلُ حُمَّاها ونفي الضَّرائرِ

وطابت فما الدجَّال يُهوي خلالها … ولا مجرمٌ إلا ابتليْ بالدوائرِ

ومَنْ أهلَها بالسوءِ قصداً أرادهم … أُذيب كملحٍ ذابَ ويلٌ لماكرِ

ولمَّا أن اختارَ المهيمنُ حفظها … حماها بأملاكٍ شِدادِ البوادرِ

فمن عِزِّها أملاكُه في نِقابها … ترِّدد دجَّالاً مُحَلاً بكافرِ

وطاعنُ طاعونٍ كذاك تردُّه … وإنْ عمَّ تطوافاً فليس بعابرِ