للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكر رحمه الله أولاً ما رواه البخاري عن أبي وائل (١) رضي الله عنه قال: جلست مع شَيْبَةَ (٢) على الكرسي في الكعبة فقال: لقد جلس هذا المجلسَ عُمَرُ رضي الله عنه فقال: «لقد هَمَمْتُ أن لا أدعَ فيها صفراءَ ولا بيضاءَ إلا قَسمتها، قلت: إن صاحبيكَ لم يفعلا، قال: هما المرآنِ أقتدي بِهِمَا» (٣).

وفي لفظ في باب الاقتداء بِسُنَنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أنتَ بفاعلٍ، قال: لِمَ؟ قلت: لم يَفْعَلهُ صاحباك. قال: قال هما المرآن يُقْتَدَى بِهِمَا (٤).

ولفظه عن أبي داود قلت: لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى مكانه، وأبو بكر رضي الله عنه، وهما أحوج منك إلى المال ولم يُحرِّكَاهُ، فقام فخرج (٥).

وخَرَّجَهُ ابن ماجه، وزاد في أوله عن شقيق (٦) قال: بعث رجلٌ معي بدراهمَ هديةً إلى البيت، قال: فدخلت البيتَ وشيبةُ جالسٌ على كرسيٍّ، فناولته إياها، فقال: أَلَكَ هذه؟ قلت: لا، ولو كانت لي لم آتك بِهَا، قال: أمَّا


(١) أبو وائل، شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، أدرك النَّبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، ثقة مُخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مائة سنة. أُسد الغابة ٢/ ٥٢٧، ترجمة رقم: ٢٤٤٦. التقريب ص ٢٦٨.
(٢) شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العُزَّى بن عثمان بن عبد الله بن عبد الدار بن قُصَي العبدري الحَجَبي، نسبة إلى حجب الكعبة، يُكَنَّى بأبي عثمان، أسلم يوم الفتح، وقيل يوم حنين، وليس له في الصحيحين إلا هذا الحديث عند البخاري وحده، مات سنة سبع وخمسين، وقيل: تسع وخمسين. أُسد الغابة ٢/ ٥٣٤. التقريب ص ٢٦٩.
(٣) أخرجه البُخاري، الحَجُّ، باب كسوة الكعبة. رقم ١٥٩٤،٣/ ٥٣٣.
(٤) أخرجه البُخاري، الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بِسُنَنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم: ٧٢٧٥،١٣/ ٢٦٣.
(٥) أخرجه أبو داود، في المناسك، باب في مال الكعبة، رقم ٢٠٢٤، ٢/ ٥٣٥، وفي نسخة منه: فلم يُخرجاه. ويأتي في ابن ماجه: فلم يُحركاه.
(٦) شقيق بن سلمة، وهو أبو وائل، وقد تقدم ذكره.