للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَئِنْ قلت ذاك، لقد جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. (١) وساق بنحو سياق أبي داود، ثم قال: وهذا عمدةٌ في مال الكعبة، وهو ما يُهْدَى إليها أو يُنْذَرُ لها، [وإياك أن تغلط فتعتقد] (٢) أنَّ ذلك يُصرفُ إلى فقراءِ الحرمِ أو إلى مكةَ، أما إذا كان إلى الكعبةِ نفسها فلا يُصْرَفُ إلا إليها.

ثم نَقَلَ عن الشيخ أبي إسحق (٣): وإن كان قد نَذَرَ الهَدْيَ لِرِتَاجِ (٤) الكعبةِ وعمارةِ مسجدٍ، لَزِمَ صرفُهُ فيما نَذَرَهُ.

وقال الرافعي (٥): إن نَذَرَ أن يَجعل ما يهديه لرتاج الكعبةِ وتطييبها. قال إبراهيم المرورُّوذِي (٦): ينقله إليها، ويُسلمهُ إلى القَيِّمِ ليصرفه إلى الجهةِ المنذورة.

قال: وإذا وجدنا مالاً في الكعبة واحتُمِلَ أن يكون من هذه الجِهَةِ حَمَلْنَاهُ عليها عملاً باليدِ، كما تبقى أيدي أرباب الأملاك على ما بأيديهم، فكذلك


(١) أخرجه ابن ماجه، في المناسك، باب مال الكعبة، رقم: ٣١١٦،٢/ ١٠٤٠.
(٢) في الأصل: ولايغلط، بدل: وإياك أن تغلط فتعتقد. والمثبت من مخطوطة تنزيل السكينة ٣ ب، وهو الصواب.
(٣) أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفيروزابادي. صاحب التنبيه والمهذب وطبقات الفقهاء وغير ذلك، ولد بفِيروزاباد سنة ٣٩٣ هـ، وتوفي ببغداد سنة ٤٧٦ هـ. عبر ٣/ ٣٣٤، وفيات الأعيان ١/ ٢٩، طبقات الشافعية الكبرى ٤/ ٢١٥ ترجمة رقم ٣٥٦.
(٤) الرِّتَاجُ: الباب العظيم، أو الباب المغلق، وعليه باب صغيرٌ. القاموس (رتج) ص ١٩٠.
(٥) عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل الرافعي القزويني، أبو القاسم، صاحب الشرح الكبير العزيز في شرح الوجيز، توفي بقزوين سنة ٦٢٣ هـ، وله ٦٦ سنة. العبر ٣/ ١٩٠، شذرات الذهب ٥/ ١٠٨، النجوم الزاهرة ٦/ ٢٦٦.
(٦) إبراهيم بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عطاء المرورُّوذِي، أبو إسحاق، ولد سنة ٤٥٣ هـ، أصله من قرية فضلخار من قرى مَرْو الرُّوذ، قُتل سنة ٥٣٦ هـ. الأنساب ٤٣٠، طبقات الشافعية الكبرى ٧/ ٣١، ترجمة رقم ٧٢١.