للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التواقين، ومبدأ انعقاد خلافة الأربعة المنصوصين، المخصوصين من الله تعالى بالرضا، أئمة العدل المشهورين، السابقين في خير كل من بقي وكل من مضى، فذكرها يثير غرام المشتاقين، ونَشْرُها يعطر مَشامَّ المستنشقين، والتوقُّنُ في وُقْناتها (١) يزيد في يقين أرباب اليقين.

مواطِنُ أنسٍ كلَّما مَرَّ ذِكْرُها … تسامى إلى تلقائِها كُلُّ هِمَّةِ

إذا ما حدا حَادٍ وَجَادَ بذكرِها … أذوبُ أسىً لولا التَّسَلِّي برجعةِ

فيا حَبَّذا تَلْكَ الديارُ وأهْلُها … ويا فَوْزَ من يَحْظَى هناك بنظرةِ

تُرَى هل أَرى داراً بِسَلْعٍ ورامَةٍ … وتسمحُ لي الأيامُ فيها بعودةِ

وتَذْهَبُ أحْزَاني وتُقْضَى مآرِبي … ويُسعِدُني دَهْرِي وتأتي [مسرتي] (٢)

فأرتعُ في ظلٍّ ظليلٍ وغِبْطةٍ … وأَنْعُمُ إذ شاهدت أعلام طيبة

واعلم أنه لا يختار مجاورة المدينة الشريفة، ولا يُؤْثِرُ استيطانَها غالباً إلا من /٣٩ يدَّعي محبة هذا النبي الكريم، ومن قبائح الخلال [التي] (٣) يذمها أهلُ كل دين ومِلَّة، الدعاوي الكاذبة، فاجتنب، واستعذ بالله أن تتصف بها، أو تكون ممن تعلق بسببها، فلتكن لدعواك شواهدُ وعلامات، وقرائنُ وأمارات، وذلك بأمور:

منها: الإغضاء (٤) عند القرب منه صلّى الله عليه وسلّم، فإن من علامات المحب عند نظر محبوبه إليه [رَمْيَه] (٥) بطَرْفِه نحو الأرض، وذلك من مَهابتِه له، وحيائِه منه،


(١) التوقُّن هو: التَّوَقُّل في الجبل، يقال: وَقَل في الجبل يَقِلُ وتَوقَّل يتَوقَّل، والمعنى: صَعَّد. والوُقْنات جمع: وُقْنَة، وهي: موضع الطائر. القاموس (وقل) ص ١٠٦٩، (وقن) ص ١٢٣٨.
(٢) في الأصل: (مسرة).
(٣) في الأصل: (الذي).
(٤) أغضى: أدنى الجفون … وأغضى عنه طَرْفَه: سَدَّه، أو: صَدَّه. القاموس (غضى) ص ١٣١٨.
(٥) في الأصل (ورميه).