للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تَمَتَّع إن ظَفِرْت بنيلِ قُربٍ … وحَصِّلِ ما استطعتَ مِنِ ادِّخَارِ

فها أنا قد أبحَتُ لكم عَطَائي … وها قد صرتَ عِنْدِي في جِوارِي

فخذُ ما شئتَ من كَرَمٍ وجُودٍ … ونلْ ما شئتَ من نِعَمٍ غِزَارِ

وقد وسَّعتُ أبوابَ التداني … وقد قرَّبتُ للزوَّارِ داري

وقد زُرتُم ووصلتم بخيرٍ … فيا فَرَحَ القلوبِ بذا المزارِ

فمتِّع ناظرَيكَ فها جمالي … تجلَّى للقلوب بلا استتارِ

وقد هبَّت نسيماتٌ لنجدٍ … فَطِب واشرب بكاساتٍ كبارِ

فما وقتٌ يَمُرُّ بمستعادٍ … وما دارُ الأعزَّة بالقرارِ

فودِّعْ أرضَ نجدٍ قبلَ بُعدٍ … فما نجدٌ لمرتحِلٍ بدارِ

ولو خُيِّرتُ ما اخترتُ التنائي … ولكن ليس ذلك باختيارِ

وما كان النوى عن طيب نفس … ولكن كان ذلك باضطرار

أقول لمن يمر بأرضِ نجدٍ … على وجناء (١) تُرقلُ (٢) بابتكار

تزود من شميم عَرَارِ نجدٍ … فما بعد العشيَّةِ من عَرَارِ (٣)

وقل أيضاً لِمُغْتَنم صَفَاءً … على معنىً يلوح لذي اعتبار:

إذا العشرون من شعبان … ولَّتْ فواصل شرب ليلك بالنهارِ


(١) الوجناء: الناقة الشديدة. القاموس (وجن) ص ١٢٣٧.
(٢) ترقل: تسرع. القاموس (رقل) ص ١٠٠٧.
(٣) عَرار: نبت طيب الريح، وهو: النرجس البري. اللسان (عرر) ٤/ ٥٦٠، معجم البلدان لياقوت ٤/ ٩٣. وهذا البيت نسبه ابن منظور مع ثلاثة أبيات أخرى لم يوردها المصنف هنا إلى الصِّمَّة بن عبدالله القشيري. كما نسبه البعض الآخر لجعده العقيلي مع الأبيات التي ذكرت أنها للصمه. انظر معاهد التنصيص ٣/ ٤٥٠ و التكملة للصاغاني ٣/ ٨٤ و الأمالي ١/ ٣٢ و العلامة الجاسر مع الشعراء ص ١٠٤. وهذا مما يعطي انطباعاً أن المؤلف أحياناً يركب بعض الأبيات على بعض، مع أنه لا يذكر أي دليل على قائلها.