وإخلاص النيات والمرادات، في ملازمة العبادات، والمواظبة على الطاعات، والمداومة على نوافل الخيرات، ولزوم المجاهدات، والصبر على ما تقضيه هذه المقامات الظاهرات، من المعانات والمكابدات، لينال ما وعده به سيد الكائنات، وأفضل البريات، من جزيل المثوبات، وجميل المكرمات، وإنجاز الوعد بشفاعته وشهادته أرفع الشفاعات، وأنفع الشهادات.
جعلنا الله تعالى ممن خصهم من هذه المقامات بالحظ الأوفى، وأوردنا من مناهل فواضله وسلاسل نوافله المورد الأهنى الأصفى، وآوانا من جناب النبي الأعظم والحبيب الأكرم الظل الأسبغ الأضفى.
ومن آداب من صار بالمدينة حاضراً، زائراً كان أو مجاوراً، أن يديم التردد لزيارة البقيع ومن حوته تربته من سادات الصحابة من السابقين الأولين الأخيار، ومن بعدهم من المهاجرين والأنصار، عليهم رحمة الله الملك الجبار.