للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رشيقة، موشحاً بفرائد أنيقة إن شاء الله تعالى، وبالله سبحانه وتعالى التوفيق.

أسند الزبير بن بكار رحمة الله عليه إلى مشيخة من أهل المدينة أنَّهم قالوا: كان ساكني المدينة في سالف الأزمان قومٌ يقال لهم: صعل وفالج، فغزاهم داود النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ منهم مئة ألف عذراء.

قال: وسلَّط الله تعالى عليهم الدود في أعناقهم فهلكوا، فقبورهم هذه التي في السهل والجبل، وهي التي بناحية الجرف (١)، وبقيت امرأة منهم، وكانت تعرف بزهرة، وكانت تسكن بِهَا، فاكترت من رجل، وأرادت الخروج إلى بعض تلك البلاد، فلما دنت لتركب غشيها الدُّودُ، فقيل لها: إنا لنرى دوداً يغشاك، فقالت: بِهذا أُهْلِكَ قومي، ثم قالت: رُبَّ جسدٍ مصُونٍ، ومالٍ مدفونٍ، بين زهرة (٢) ورانون (٣). قال: وقتلها الدودُ (٤).

قالوا: وكان قوم من الأمم يقال لهم بنو هف وبنو مطر وبنو الأزرق، فيما بين مخيض (٥) إلى غُرَاب الضائلة (٦) إلى القصاصين (٧) إلى طرف أحد، فتلك آثارهم هنالك.


(١) في الأصل: (الزخرف) وهو تحريف، وصححت إلى (الجرف) مرتين: على يمين اللوحة وأعلاها، والخط حديث. والجرف: موضع في المدينة، يأتي ذكره بالتفصيل في الباب الخامس.
(٢) موضع بالمدينة يأتي ذكره بالتفصيل في الباب الخامس.
(٣) وهو رانوناء أحد أودية المدينة، يأتي ذكره في الباب الخامس.
(٤) رواه الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن بن زبالة، بسنده. وفاء الوفا ١/ ١٥٨.
… وابن زبالة: كذبوه. تقريب ص ٤٧٤. وذكره ابن النجار مختصراً ص ٢٨ - ٢٩.
(٥) مخيض: بلفظ مخيض اللبن، موضع قرب المدينة. يأتي ذكره بالتفصيل في الباب الخامس.
(٦) غراب، بلفظ الطائر: جبل قرب المدينة. يأتي ذكره بالتفصيل في الباب الخامس بدون إضافة (الضائلة) إليه.
(٧) القصاصين: المكان الذي تصنع فيه القَصَّة وهي الجِصّ، وقد أورد السمهودي هذا الموضع في (حدود العقيق). الوفا ٣/ ١٠٣٩.