كتاب المغانم المطابة في معالم طابة

الباب الثاني: في تاريخ البلد المقدس وذكر من سكنه أولا من التبابعة والعماليق وهلم جرا إلى أن فتح الله تعالى بالقرآن لنبيه الكريم ما كان فيها من المغاليق. - فصل في ذكر نبذ من تاريخ المدينة المقدسة والمسجد الشريف والروضة المطهرة صلى الله على مشرفها - ج: 1 - ص: 199

وكانت العماليق منتشرة في البلاد، وكانت جُرْهُم (١) بِمكة المشرفة، وكانت قَنْطُورَاء (٢) وطَسْم وجَدِيس (٣) باليمامة (٤) وبالشام.

وعن زيد بن أسلم (٥) رحمه الله قال: إن ضَبُعاً رُئِيَت وأولادها رابضة في حِجَاجِ (٦) عينٍ من العماليقِ. قال: وكان تمضي أربع مئة سنة وما يسمع بِجنازة. (٧) وكانت العماليق قد انتشرت في البلاد فسكنوا مكة والمدينة والحجاز كله، وَعَتَوا عُتُوّاً كثيراً، فبعث إليهم موسى عليه السلام جنداً من بني إسرائيل فقتلوهم بالحجاز وأفنوهم (٨).

وإنما كان أول سكنى اليهود بالحجاز أن موسى عليه الصلاة والسلام لما أظهره الله تعالى على العمالقة بِجنده [الذي] (٩) بعثه إلى الحجاز، وكان أمَرَهُم

---

(١) من العرب البائدة، كانت على عهد ثمود وعاد والعمالقة، أبادهم القحطانيون. المفصل ١/ ٣٤٥.
(٢) وهم أبناء عم جرهم، كانوا يقيمون أسفل مكة بأجياد، بغت عليهم جرهم فاقتتلوا قتالاً شديداً، ثم تصالحوا، واستقر الأمر لجرهم. المفصل ١/ ٣٤٥.
(٣) من العرب العاربة، كانت منازلهم في اليمامة والبحرين، هلكت طسم بالحرب مع جديس. الروض الأنف ١/ ٢٠، الطبري ١/ ٢٠٤.
(٤) من نجد، وكان اسمها جَوَّا والعروض، وكانت فيها منازل طسم وجديس وما حولها إلى البحرين ومنازل عاد الأولى. معجم البلدان ٥/ ٥٠٥.
(٥) زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر بن الخطاب، أبو عبد الله، المدني، ثقة، عالم، مات سنة ست وثلاثين ومئة. التقريب ص ٢٢٢، برقم ٢١١٧.
(٦) تصحفت في الأصل إلى: (فجاج). والحجاج ـ بالكسر وبالفتح ـ عظم ينبت عليه الحاجب. القاموس (حجج) ص ١٨٣.
(٧) رواه ابن زبالة، بسنده عن زيد بن أسلم. وفاء الوفا ١/ ١٥٧.
(٨) رواه ابن زبالة، بسنده عن عروة بن الزبير، وفاء الوفا ١/ ١٥٩.
وابن زبالة: كذبوه.
وذكره ابن النجار ص ٢٩ مختصراً.
(٩) في الأصل: (التي).