للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحاف [بن] (١) قضاعة، ومن لحق بهم إلى بلاد اليمن فَوَغَلُوا فيها حتى نزلوا مأرب أرض سبأ، بعد افتراق الأزد عنها وخروجهم منها، فأقاموا بِهَا زماناً. ثم أنزلوا عبداً لأراشة بن عَبيلة بن فَران بن بليّ يقال له أشعب بئراً لهم بمأرب، ودَلوُّا عليه دِلاءهم ليملأها لهم، فطفق العبد يملأ لمواليه وسادته ويؤثرهم، ويبطيء عن زيد الله بن عمرو بن عبيلة بن قِسْميل، فغضب من ذلك فحطَّ عليه صخرة وقال: دونك يا أشعب، فأصابته فقتلته، فوقع الشر بينهم لذلك، واقتتلوا حتى تفرقوا، فتقول قضاعة: إن خولان أقامت باليمن، فَنَزَلُوا مخالف خولان، وإن مَهْرَةَ (٢) أقامت هناك وصارت منازلها الشَّحْر، ولحق عامر بن زيد الله بن عبيلة بسعد العشيرة فهم زيد الله، فقال المثلَّم بن قُرْط البلوي (٣):

ألم ترَ أن الحيَّ كانوا بغبطة … بِمأربَ إذ كانوا يحلُّونها معا

بليَ وبهراءٌ وخَوْلانُ إخوةٌ … لعمرو بن حافٍ فَرْعَ من قد تفرَّعَا

أقام به خولانُ بعد ابن أُمه … فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا

فلم أرَ حيّاً من مَعَدِّ عمارةً … أجلَّ بدار العزِّ منَّا وأمنعا

وهذا دليل على أن قضاعة من معد والله أعلم.

وسار جفنة بن عمرو بن عامر إلى الشام، فهم ملوكها.

وفي لفظ بأتم مما سبق في أول الفصل (٤) قالوا: لما كان من سيل العرم ما كان قال عمرو بن عوف (٥): من كان يريد الراسيات أو الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل، فليلحق بيثرب ذات النخل، فكان الذين


(١) في الأصل: (و).
(٢) مَهْرَة بن حيدان بن عمرو بن الحافي بن قضاعة، وبلاد مهرة في ناحية الشحر من اليمن ببلاد العنبر على ساحل البحر. جمهرة أنساب العرب ص ٤٤٠.
(٣) لم أجد له ترجمة.
(٤) معجم البلدان ٥/ ٣٧.
(٥) في الأصل: (عمران) والتصحيح من معجم البلدان ٥/ ٨٤.