للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الزَّمَخْشَرِيُّ في تفسير الآية الكريمة: "ما معنى عَطْفِ الإيمانِ على الدَّار، ولا يُقَالُ: تَبَوَّؤوا الإيمان"؟ قُلْتُ: مَعْنَاهُ تَبَوؤوا الدَّار وأخلصُوا الإيمَانَ، كَقَوْلهِ (١):

عَلَفْتُها تبنًا وماءً باردًا (٢)

أو جَعَلُوا الإيمانَ مُسْتَقَرًّا ومستَوطَنًا لهم لِتَمَكُّنِهِم منه واسْتِقَامَتِهِم عَلَيْهِ، كما جعلوا المدينة كذلك.

أو أرادَ دار الهِجْرَةِ ودار الإيمانِ، فأقام لام التَّعْرِيفِ في الدَّار مَقامَ المضَاف إليه، وَحَذَفَ المضافَ من دارِ الإيمان ووَضَعَ المضاف إليه.

أو سَمَّى المدينة لأنَّها دارُ الهِجْرَةِ، ومكان ظُهُورِ الإيمانِ بالإيمان (٣).

وقال القاضي البيضاوي (٤): قيل: سَمَّى المدينة بالإيمانِ لأنَّها مَظهَرُهُ وَمَصيرهُ (٥).


= الوفا ١/ ١١.
وروى الثاني: ابن شبة ١/ ١٦٢ من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن ابن موسى، عن سلمة مولى منبوذ، عن عبد اللّه بن جعفر، موقوفًا. انظر علله في فضائل المدينة للرفاعي ص ٣٠٥ - ٣٠٧.
(١) في الأصل: (لقوله)، وهو تحريف.
(٢) وبعده: حتى غدت همَّالة عيناها. وهذا الرجز كثير الدوران في كتب النحو واللغة، ولا يعرف له قائل كما نص على ذلك البغدادي في (الخزانة) ٣/ ١٣٥. الخصائص ٢/ ٤٣١، معاني القرآن للفراء ١/ ١٤، الإنصاف ص ٣٢٢.
(٣) الكشاف ٤/ ٨٣.
(٤) هو عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي، أبو سعيد أو أبو الخير، ناصر الدين البيضاوي. قاضٍ مفسر علامة. توفي سنة ٦٨٥ هـ. طبقات الشافعية للسبكي ٥/ ٥٩، بغية الوعاة ٢/ ٥٠.
(٥) تفسير البيضاوي المسمى أنوار التنزيل وأسرار التأويل ٢/ ٤٨١.